وأذكر من الخطاطين الجيدين في مدينة جدة المرحوم الشيخ عبد الله متبولي والد الأستاذ عبد المجيد متبولي من أوائل طلبة البعثات السعودية من مدينة جدة، وكان الشيخ عبد الله متبولي يعمل كاتبا لدى آل أجبير وكانوا من أكبر تجار مدينة جدة في أوائل الأربعينات وكان جارا لدكاكين والدي وأعمامي في منطقة باب مكة حيث لا يزال بيت المتبولي علما لفن البناء القديم في تلك المنطقة يزورها الأجانب ويصورونه، وكان الشيخ عبد الله متبولي بحكم هذا الجوار يعلمني وأخي الخط وكان شديدا يخافه تلاميذه، وكان التجار بصورة خاصة يحرصون على أن تكون دفاتر حساباتهم ورسائلهم التجارية مكتوبة بخط جميل للغاية فكان الناس يحرصون على إتقان الخط وتجويده.
[الدوائر الحكومية]
وكانت الدوائر الحكومية تهتم باسناد تحرير رسائلها إلى كتاب اشتهروا بجودة الخط وجماله وكان في كل دائرة قسم يدعى - قلم التحرير - واذكر أن قائممقامية جدة كان يدير قلم التحرير فيها المرحوم الشيخ على طه رضوان - الذى أصبح فيما بعد مساعدا لقائم مقام جدة - والشيخ محمود ابار الذى انتقل من قائم مقامية جدة إلى ديوان النيابة العامة بمكة المكرمة، كما كان في قلم تحرير مالية جدة المرحوم الشيخ حسن أبو العز وهو كذلك من أصحاب الخطوط الجميلة وهكذا فإن الدوائر الحكومية كانت تعتبر الرسائل التي تصدر عنها هي الوجه المعبر الذى يجب أن يتصف بالجودة والإتقان.
[أدوات الكتابة]
ولم تكن أقلام الحبر السائل والناشف قد وصلت إلى البلاد فكان الناس