للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الخطباء في مديرية الأوقاف وشيخ الخطباء نحو الخمسين خطيبا ومن تسجل من الأئمة عشرين إماما في المذاهب الأربعة (١).

[المقامات الأربعة]

ومن أمتع فصول الكتاب الفصل الذى عقده المؤلف عن المقامات الأربعة وهذه المقامات منسوبة إلى المذاهب الأربعة فلقد كان الناس قبل العهد السعودى يصلون جماعات أربعة بل كانوا يصلون في بعض العهود خمس جماعات بإضافة المذهب الزيدى كما وصفه ابن جبير في حج عام ٥٨٨ هـ.

يقول المؤلف نقلا عن ابن جبير، وللحرم أربعة أئمة سنية وخامس لفرقة تسمى الزيدية وأشراف هذه البلدة على مذهبهم وهم يزيدون في الأذان - حي على خير العمل - أثر قول المؤذن حي على الفلاح، ولا يجمعون مع الناس إنما يصلون ظهرا أربعا ويصلون بعد فراغ الأئمة من صلاتها.

فأول الأئمة السنية الشافعي وهو يصلي خلف مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثم المالكي وهو يصلي قبالة الركن اليمانى، وله محراب يشبه محاريب الطرق الموضوعة فيها، ثم الحنفي وصلاته قبالة الميزاب تحت حطيم مصنوع له وهو أعظم الأئمة أبهة وأفخرهم آلة من الشمع وسواها. وسبب ذلك أن الدول الأعجمية كلها على مذهبه، ثم الحنبلي وصلاته مع صلاة المالكي في حين واحد، وموضع صلاته يقابل ما بين الحجر الأسود والركن اليمانى وله حطيم معطل هو قريب من حطيم الحنفي وللشافعى مقام إزاء المقام - حطيم حفيل وصفة الحطيم خشبتان موصول بينهما بأذرع شبه السلم تقابلهما خشبتان على تلك الصفة قد عقدت هذه الخشبة على رجلين من الجص غير بائنة الارتفاع واعترض في أعلا الخشب خشبة فيها خطاطيف حديد فيها قناديل معلقة من الزجاج.

هذا ما وصف به ابن حبير المقامات الأربعة في حجته التي أشرنا إليها في القرن


(١) ٢١٠ تاريخ عمارة المسجد الحرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>