للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جالوت، وقتله السلطان قطز (١) وقد بقي الخلفاء العباسيون في مصر، ولكن السلطة الحقيقية كانت بيد سلاطين مصر من المماليك، ثم من الجراكسة الأتراك وكان الخلفاء العباسيون لا حول لهم ولا طول، وربما تعرضوا للمهانة والإذلال على أيدي السلاطين وهذا الخليفة المتوكل على الله الذي أصدر المرسوم بالسقاية لأسرة الزمزمي ولي الخلافة في مصر وعزل منها عدة مرات (٢) ولو لم تكن السقاية أصلا لجده الأعلى العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه لما استطاع إصدار مرسوم عنها، وإذا نظرنا إلى هذا المرسوم وجدناه خاصا بعمل ضبة لباب زمزم ومفتاح يحفظ عند الساقي وأسرته.

وهكذا تدور الدنيا، ويهون الزمان فسبحان من بيده الملك يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير.

[جد الزمازمة قدم من العراق]

وينقل الشيخ/ الغازي من كتاب نشر الآس السابق ذكره الكيفية التي وصلت بها أسرة الزمزمي إلى السقاية فيقول:

نقلا عن الشيخ/ خليفة بن فرج الزمزمي البيضاوي في كتابه ما يلي: أن جدنا الأكبر علي بن محمد البيضاوي قدم مكة عام ثلاثين وستمائة من العراق، وباشر عن الشيخ/ سالم بن ياقوت المؤذن خدمة زمزم، فلما ظهر له خيره نزل عنها، وزوَّجه ابنته فولدت منه أولادًا فصار لهم أمر البئر وسقاية العباس (٣).

[البعض ينازع ورثة الزمزمي في السقاية]

وذكر الشيخ/ الغازي أن رجلا يدعى عبد العزيز بن عبد الله الزمزمي، نازع ورثة الزمزمي في السقاية في سنة ثمانمائة وسبعة وسبعين، وذكر أن كل من جَبَذ دَلْوًا من زمزم نسب إليها. ادعى ذلك الرجل الشراكة مع أولاد الشيخ/ إسماعيل الذين أخذوها من جدهم عن الشيخ سالم بن ياقوت وهم وكلاء الخلفاء العباسيين في ذلك الزمان، ودلَّسَ ذلك الرجل على خليفة زمانهم فأشركه معهم، فأنهى أولاد الشيخ/ إسماعيل إلى الخليفة فأرسل إليهم - الأجواد بك - بضم أوله وفتح الموحدة فبحث عن هذه الخدمة، وعقد مجلسًا حفره القضاة وكثير من أعيان مكة ووقف على ما بيد أولاد الشيخ/ إسماعيل البيضاوي من المستندات، وظهر أن هذه الخدمة لأولاد الشيخ، وأخرج المعتدي عليهم.


(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٣١/ ٢٣٣.
(٢) النجوم الزاهرة ج ٢ ص ٣٩٨/ ٣٩٩.
(٣) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٥٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>