للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ضريح السيدة حواء "للعساكر الشاهانية وكان بناها محمد علي باشا والي الديار المصرية، وهي مكينة في البناء، وطواحين الهواء ثلاث، كان بناها المذكور أيضا.

أقول: القشلة هي الثكنة العسكرية وكلمة قشلة أو قشلاق كلمة تركية، ولا تزال الثكنة العسكرية التي بناها محمد علي باشا قائمة في مكانها بجوار مقبرة حواء، وكانت قديمًا خارج مدينة جدة، أما في الوقت الحاضر، وبعد اتساع المدينة وامتدادها فتعتبر في قلب المدينة القديمة.

[وصف ميناء جدة]

يقول الحضراوي: وأسكلتها يمر عليها من بضائع الهند واليمن ومصر وسواكن ومصوع وبلاد السين والصين والجاوى، قيل: إنها أكبر أسكلة في بلاد الإِسلام بعد أسكلة اسكندرية، وللبغاز باب لا يمكن دخول مراكب بغير ربان من أهلها، محكم بابها بين شعبتين عليهما علمان لمعرفة الدخول، بصناعة يعرفها أهلها، فهى للتجار دار مقام، وللمفاليس سجن لا يرام كما قيل:

وجدة لذوي الأموال كيسة … وللمفاليس دار الْهَمِّ والضيق

أقمت فيها مضاعًا بين ساكنها … كأننى مصحف في بيت زنديق

والحقيقة فهي أعظم ثغر من ثغور الإِسلام، فكم من ولي وعالم وفاضل يريد الحج وقضاء المناسك يمر عليها ويدخل من أسكلتها كما هو الغالب لأن الحجاج كلهم أضياف الله تعالى وفي كنفه وأمنه، فهي ممر للأبرار ومقر للتجار، ضاعف الله فيها البركات وأظهر فيها الخيرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>