رافقنا عليه من المدينة إلى مكة تحتقره العين فأُخبِرت أنه اشتراه بقريب من ذلك الثمن.
وقد علق الشيخ حمد الجاسر على ما أورده الخضراوي فقال:
وفي وقتنا تباع هذه الحمير بمكة تجيء من الشرق من ناحية (الحسا) تسمى الشروق (والحساوية) وكلها بيض غالبها من مائة ريال فرانسة (١٥٣) وثمانين ريالًا إلى ستين إلى خمسين إلى أربعين لكنها غشيمة في المشى فتتخرج في مكة وتدرج وتسير أحسن سير، حتى أن عند خروج أهل الركوب من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة لزيارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الهجن يخرج أهل هذه الحمير بحميرهم نحو الستين والمائة حمار من مكة إلى المدينة يسبقون الهجن لا يتأخر عنهم أحد.
[خروج الركب من جدة إلى المدينة]
أقول: لقد أدركت الناس في الحجاز قبل استعمال السيارات يتغالون في اقتناء الحمير والقلة القليلة كانت تقتني الخيل، أما غالبية الناس فيقتنون الحمير، ويدربونها ويحسنون العناية بها، وكان الحمار الجيد يباع بمائة جنيه ذهب، وكانت هذه الحمير تنسب إلى أصحابها لتمييزها فيقال حمار فلان مثلا.
وكان موعد سفر الناس إلى المدينة في شهر ربيع الأول، ورجب من كل عام، وكانوا يخرجون جماعات جماعات، وتسمى الجماعة منهم
(١٥٣) الريال الفرانسة: هو الريال النمسوي الذى فوقه صورة (ماري تريزا).