للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاف بالكعبة استلم الأركان الأربعة جميعا، وقال إنما كان ترك استلام هذين الركنين الشامي والغربي لأن البيت لم يكن تاما. يقول ابن فهد القرشي وبقيت هذه العمرة سُنَّةَ عند أهل مكة في هذا اليوم يعتمرون في كل سنة من هذه الاكمة يقصد من الينبوع فما دونها.

[ابن الزبير ينحر مائة بدنة]

وكانت فرحة ابن الزبير وأهل مكة فرحة عظيمة بإعادة بناء الكعبة فأهدى ابن الزبير في ذلك اليوم مائة بدنة نحر بعضها في جهة التنعيم والبعض الآخر في طرف الحل ولم يبق من أشراف مكة وذوى الاستطاعة فيها إلا من أهدى ونحر، ولم ير يوم كان أكثر عتيقا ولا أكثر بدنة منحورة أو شاة مذبوحة، ولا صدقة من ذلك اليوم، وأقام أهل مكة يطعمون، ويتنعمون وينعمون شكرا لله على ما أنعم من التيسير في بناء بيته الحرام على الصفة التي كان عليها حين بناه إبراهيم الخليل عليه السلام.

[تحلية أساطين الكعبة بالذهب]

قالوا وجعل ابن الزبير على الكعبة وأساطينها صفائح الذهب كما جعل مفاتيحها ذهبا، كما قالوا أنه أدخل الرصاص والورس في بناء الكعبة.

هكذا أعاد ابن الزبير رضى الله تعالى عنه بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام وكان الاختلاف هو أن طول جدار الكعبة في بناء إبراهيم تسعة أذرع فجعلها ابن الزبير سبعًا وعشرين ذراعا وجعل لها سقفا ولم يكن لها سقف في بناء الخليل عليه السلام، وجعل في ركنها الشمالي درجا يصعد عليه إلى سطحها وحلاها بالذهب وغير ذلك مما أسلفنا بيانه فجزاه الله على عمله الطيب خير الجزاء (١).

[بناء الحجاج للكعبة المعظمة]

تأبى السياسة ألا أن تدس أنفها في كل أمر فلم تمض عشر سنوات على بناء


(١) "٦٧ - ٨٥ تاريخ الكعبة المعظمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>