للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على نبيه (- صلى الله عليه وسلم -) أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها - يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه فما سمعتها من رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) قبل تلك الساعة فتلاها ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال: غيبوه وفى رواية أعينوه ثم قال: خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله واعملوا فيها بالمعروف خالدة تالدة لا ينزعها من أيديكم إلا ظالم.

[آل الشيبى]

والشيبيون أو آل الشيبي الذين لهم سدانة البيت في العصر الحاضر هم من نسل شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وهو ابن عم عثمان بن طلحة لأن عثمان هذا لم يكن له ولد فانتقلت الحجابة إليه بعد وفاة عثمان بن طلحة الذى بقى في المدينة إلى وفاة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ثم عاد إلى مكة.

وقد أسلم شيبة يوم فتح مكة وشهد حنينا وقيل أسلم بحنين، قال الزبير كان شيبة قد خرج مع رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) يوم حنين مشركا يريد أن يغتال رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) غرة فأقبل يريده فرآه الرسول صلوات الله وسلامه عليه فقال يا شيبة هلم لا أم لك فقذف الله في قلبه الرعب ودنا من رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) ووضع يده الكريمة على صدره ثم قال: اخسئ عنك الشيطان فأخذه ونزع فقذف الله في قلبه الإيمان فأسلم وقاتل مع رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) كان ممن صبر معه يومئذ وكان من خيار المسلمين وحين أعطى صلوات الله وسلامه عليه مفتاح البيت أعطاه لعثمان وابن عمه شيبة هذا .. أقول وهذا يدل على أن شيبة أسلم يوم الفتح وليس يوم حنين وأيا كانت الرواية الصحيحة فإن الحجابة لأبناء أبي طلحة وقد توفى عثمان ولا ولد له فآلت الحجابة إلى ابن عمه شيبة وهي باقية في نسله إلى هذا اليوم وستبقى أبد الدهر حتى يرث الله الأرض ومن عليها مصداقا لقول الرسول الكريم خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم.

[شيبة بن عثمان يحج بالناس]

ومن الحوادث التاريخية التي تتصل بالحجابة أن عليا رضي الله تعالى عنه بعث

<<  <  ج: ص:  >  >>