للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى قلوب الناس فتركوا ديارهم ورحلوا بأموالهم وذرياتهم إلى حيث يجدون الأمن والاطمئنان.

[البرتغاليون يهاجمون جدة]

في سنة ٩٤٨ للهجرة هاجم البرتغاليون مدينة جدة بحرًا بنية الاستيلاء عليها وكان الاستعمار الغربي قد بدأ يزاول نشاطه في احتلال الشرق الأقصى والأوسط والاستيلاء على البلاد الهامة في آسيا وأفريقيا وكان البرتغاليون هم أول الشعوب الغربية المستعمرة للبلاد البعيدة، وكانت نواياهم قد أصبحت معلومة بعد أن استولوا على أجزاء من الهند، كما حاولوا الاستيلاء على بعض مدن المغرب العربي، ولما كان الله تعالى قد تكفل بحماية الحجاز من هذه الشرور لأنه موضع المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة فقد ألهم الله السلطان قانصوه الغورى قبل ذلك بتحصين مدينة جدة ضد الغزو المنتظر وكان الحجاز في تلك الحقبة تابعا لولاية سلاطين المماليك في مصر. أمر السلطان قانصوه الغورى بإحاطة مدينة جدة بسور حصين وبناء القلاع في مواجهة البحر وتزويدها بالمدافع الحربية وبالرجال لصد المغير بن على المدينة وأرسل جيشا من الترك والمغاربة للدفاع وعهد برئاسة الجيش إلى حسين الكردي الذى أمر أهالى المدينة عامة بالمشاركة في بناء السور وتم بناؤه في سنة ٩١٥ للهجرة ولكن البرتغاليون لم يفدوا للغزو الا في سنة ٩٤٨ للهجرة الموافقة لسنة ١٥٥٩ للميلاد.

دفع البرتغاليون حملتهم البحرية من الهند إلى جدة وكانت مدينة جدة مستعدة للدفاع عن المدينة وكان أمير مكة الشريف أبو نمي على علم بخطورة الحالة فترك الحج وحضر إلى جدة مع جنوده والمتطوعين من الناس لمواجهة الغزاة فحاصر البرتغاليين وأصلاهم نارا حامية وشاركت القلعة البحرية التي كانت في مواجهة السور بإطلاق النيران من المدافع ولم يجد البرتغاليون سبيلا إلى المدينة فلاذوا بالفرار مخلفين الذخائر والسلاح.

وقد شكر السلطان سليمان للشريف أبي نمى صنيعه هذا وقدر عمله الطيب

<<  <  ج: ص:  >  >>