للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا نرى كيف كان الشريف عون يعامل العُلماء الكبار وأصحاب الفتيا، وأعيان الرجال فيأمر بنفيهم وإبعادهم.

يقول الأستاذ السباعي:

ويذكر هؤلاء أن عونا غدا أشد وطأة على الأهالي بعد قضية المضابط وأنه بعد أن انتقم من أصحابها اشتط في معاملاته مع غيرهم مما كان له أسوأ الأثر (٣٥٤).

ويعلق الأستاذ السباعي على غرابة أطوار الشريف عون فيقول:

ويبدو أن الشريف عونا كان بغض النظر عن موضوع المضبطة غريب الأطوار، متناقض الأعمال، يقدس بعض معاصريه فيه غزارته العلمية ومحبته للخير العام، وتبسطه في مجالسة الخاصة، وتودده للمسالمين، وينعون عليه في الوقت نفسه تبذله بين ندمائه وقسوته في معاملة الحجاج، وإمعانه في عقوبة مخالفيه، واصطناعته "الخزناوية" الذين كانوا يضطهدون عامة الشعب (٣٥٥).

ويوضح الأستاذ السباعي الخزناوية فيقول:

[الخزناوية]

فرقة اتخذها الشريف عون كحرس خاص لخدمته، والاستعانة بهم على تنفيذ أوامره، فكانوا يتسلطون على الأهالي ويستغلون نفوذهم


(٣٥٤) "تاريخ مكة" لأحمد السباعي: ص ٥٥٢.
(٣٥٥) نفس المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>