للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما نشرت أخيرا شيئًا من ذلك في جريدة المدينة المنورة.

ونعود بعد هذا الاستطراد إلى صديقنا المرحوم الأستاذ عبد القدوس، فقد كتبت إليه وهو في المدينة المنورة قبل انتقاله إلى مكة ورجوته أن يبحث في مكتبات المدينة المنورة عن كلما يتعلق بأغوات الحرمين ويزودنى به، ولم يكذب عبد القدوس رحمه الله ظني فلما لم يجد كتابا باللغة العربية في هذا الشان أرسل الي بترجمة كتاب باللغة التركية في هذا الموضوع. اريد بذكر هذه الحادثة أن أثبت سعة اطلاعه ومدى اهتمامه بالأبحاث التاريخية والأثرية رحمه الله.

[مجلة المنهل]

أصدر عبد القدوس مجلة المنهل في ذى الحجة من عام ١٣٥٥ هـ وهو مقيم بالمدينة المنورة وقد اتخذ لها مقرا بشارع العنبرية قريبا من المسجد النبوي الشريف وكان يصدرها وهو يعمل بالوظائف الرسمية التي كان يتقلدها.

ومجلة المنهل تمثل الكثير من شخصية عبد القدوس رحمه الله فقد أصر على إصدارها واستمرارها رغم قلة الموارد ولست أشك أنه لقي الكثير من الصعوبات المالية خاصة حتى أبقاها مستمرة ما يقرب من نصف قرن دون كلل أو ملل، فالمنهل ليست من المجلات التي تحظى بإعلانات المؤسسات والشركات أو الأفراد ولقد كانت ارامكو تنشر بها إعلانات ثابتة لا أشك أن الباعث عليها هو التقدير لهذا العمل الثقافى الرائد ولم تكن الجدوى الإعلامية للإعلان في حسبانها.

ومجلة المنهل كما يعلم قراؤها مجلة متخصصة تعنى بالشئون الثقافية والأدبية والعلمية فليس للإعلان فيها سوق رائج لأن قراءها طبقة خاصة من الناس. ولكن عبد القدوس استمر في إصدارها رغم العوائق بل واستمر في تطوير طباعتها عاما بعد عام فأخذت تساير المجلات الأخرى في الطباعة الأنيقة المزودة بالصور والرسوم مع جودة الورق وجمال الإخراج.

والمنهل تصدر شهرية منذ بدء تأسيسها ولكني لاحظت في السنوات الأخيرة أن

<<  <  ج: ص:  >  >>