للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغير قبلة انصب لهم حول الكعبة الخشب واجعل عليه الستور حتى يطوف الناس من ورائها ويصلون إليها ففعل ذلك ابن الزبير وقال اشهد لسمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول - وذكر حديثهما المتقدم.

[الكشف عن أساس إبراهيم]

لما تم الهدم كشف ابن الزبير عن أساس بناء إبراهيم عليه السلام للكعبة فوجده داخلا في الحجر نحوا من ستة أذرع وشبر كأنها أعناق الأبل آخذ بعضها ببعض فإذا تحرك الحجر من القواعد تحركت الأركان كلها .. فدعى ابن الزبير خمسين رجلا من وجوه الناس وأشرافهم وأشهدهم على ذلك الأساس فادخل رجل من القوم يقال له عبد الله بن مطيع العدوى عتلة كانت في يده في ركن من اركان البيت فتزعزعت الاركان كلها جميعا.

أشهد ابن الزبير أشراف الناس ووجوه أهل مكة على أساس إبراهيم عليه السلام للكعبة، ثم أمر بالبناء على ذلك الأساس، ووضع حداث باب الكعبة على مدماك الشاذروان الملاصق بالأرض، وجعل الباب الأخر بازائه في ظهر الكعبة مقابله، وجعل عتبته على الحجر الأخضر الطويل الذى في الشاذروان الذى في ظهر الكعبة قريبا من الركن اليماني وكان الناس يطوفون من وراء الستور والبناة يبنون في الداخل.

[وضع الحجر الأسود في الركن]

فلما بلغ البناء موضع الركن أمر ابن الزبير بنقر موضعه في حجرين من تحته ومن فوقه بمقدار حجم الركن وامر ابنه عباد بن عبد الله بن الزبير وجبير بن شيبه بن عثمان أن يجعلوا الركن في ثوب وخاطبهم قائلا، إذا دخلت صلاة الظهر فاحملوه واجعلوه في موضعه واخبرهم أنه سيطيل في صلاته فإذا فرغتم من وضعه فكبروا حتى اخفف صلاتي، وكان ذلك في يوم شديد الحر، فلما أقيمت الصلاة كبر ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>