وبعد شراء مبنى المدرسة بدا لمحمد على جليا أن من الضرورى العمل على إيجاد موارد مالية كافية للمدرسة، فالمدرسة كل مدرسة كما هو معلوم كالمزرعة تبدأ فصلا واحدا ثم تنتهى إلى فصول عديدة بحسب تدرج قدرة الطلاب على الاستيعاب وهكذا قرر محمد على الهجرة إلى الهند طلبا لمجال أوسع من الرزق والعمل وسافر إلى الهند تاركا المدرسة في رعاية أصدقائه وزملائه وفى مقدمتهم الشابان عبد الرؤوف ومحمد صالح جمجوم وقد حدثنا الحاج محمد على شخصيا عن هذه الفترة، فترة البداية في مهجره بالهند قال كنت محتاجا إلى المال الذى ابدأ به العمل وكان صديقى يحيى سليم يعرف ذلك فحسَّن لوالده أن يرسل معى مبلغا من المال لأرسل لهم به بعض البضائع بعد وصولى إلى الهند قال محمد على وقد انتظر الشيخ سليم وقتا طويلا حتى وصلت إليه البضائع المطلوبة وكان ابنه يحيى سليم مطلعا على كل شئ.
ملك اللؤلؤ في العَالم
وفى الهند اشتغل محمد علي زينل بتجارة اللؤلؤ حيث كان يشترى اللآلئ في مواسم الغوص من الموانئ الخاصة بذلك وهي البحرين والكويت ودبى في الخليج ثم يصنف هذه اللآلئ حسب أحجامها بعد ثقبها وصقلها في عقود وأساور وحلقان ويبيعها حسب أصنافها وأحجامها في العواصم الأوربية العالمية فكان له مكتب في لندن وآخر في باريس بالإضافة إلى مكاتبه في بومباى بالهند وفى موانئ الخليج حتى أصبح من أشهر العاملين في هذا العمل وأطلق عليه ملك اللؤلؤ في العالم، وكان العهد العثمانى قد انتهى في الحجاز وبدأ العهد الهاشمى وتمكن محمد على بما أفاء الله عليه من خير من التوسع في التعليم بمدارس الفلاح فأسس مدرسة الفلاح بمكة المكرمة سنة ١٣٣٠ هـ بعد مدرسة الفلاح في جده كما أسس