للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان تدريس الحنفي في ضحوة يوم الأحد، وضحوة يوم الأربعاء، وضحوة يوم الخميس.

وكان تدريس المالكي فيما بين الظهر والعصر أيام السبت والأحد والاثنين، وباشرت ذلك من حين ابتدائه.

وكان تدريس الحنبلي فيما بين الظهر والعصر من يومي الأربعاء والخميس.

وأوقف الواقف على المدرسين والفقهاء، والسكان بالمدرسة المذكورة، وعلى مصالحها ما اشتراه، وذلك حديقتان وسقية ماء، فأما الحديقتان فتعرف أحدهما بسلمة، والأخرى بالحل، وهما بالضيعة المعروفة بالركابي بوادي مُرٍّ من أعمال مكة المشرفة، وأما سقية الماء فهي أربع وجبات من قرار عين الضيعة المذكورة، وجبتان منها تعرفان بحسين بن منصور ليله ونهارُه، والوجبتان الأخيرتان تعرفان بحسين بن يحيى ليلُه ونهارُه، وجعل الواقف المذكور الريع المتحصل من ذلك في كل سنة يقسم خمسة أقسام، قسم للمدرسين الأربعة بالسوية بينهم، وثلاثة أقسام للطلبة بالسوية بينهم، وقسم منه يقسم ثلاثة أقسام، قسم منه يصرف في مصالح المدرسة المذكورة من الزيت والماء، وغير ذلك، والقسمان الآخران من هذا القسم يصرفان للسكن بالمدرسة المذكورة بالسوية بينهم.

وفي النصف الآخر من ذي الحجة من السنة المذكورة، وقف الواقف المذكور على المدرسة المذكورة دارًا تقابلها تعرف بدار أم هانئ اشتراه الواقف بخمسمائة مثقال، وعمَّرها في السنة المذكورة، وأوقفها على مصالح المدرسة المذكورة.

وسافر الواقف من مكة بعد حجِّه في هذه السنة لإعلام مخدومه السلطان غياث الدين بذلك، فلم يُقدَّر اجتماعهما، لأن ياقوت مات في شهر ربيع الأول من سنة خمس عشرة وثمانمائة بجزيرة هرموت، ومات السلطان غياث الدين في أوائل سنة خمسة عشرة تغمده الله برحمته.

[نهاية مدرسة غياث الدين]

ويواصل الغازي كلامه عن المدرسة المذكورة نقلًا عن كتاب بلوغ القرى فيقول:

وفي يوم الأربعاء عاشر شهر المحرم سنة أربع وتسعين وثمانمائة شرع في هدم المدرسة البنجالية السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات، وكأنه استأجرها أو صرفت له بمرسوم شرعي، والله أعلم.

ويقول صاحب كتاب بلوغ القرى:

وعمرت قاعة بِصُفَّةٍ، وتحت ذلك حاصل ببابٍ له من المسجد، وبابٌ بباب المسجد المعروف بأم هانئ، وفوق القاعة مقعد يخرجه على باب الحرم … انتهى (١).


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٤٤٣/ ٤٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>