للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القادم به ابن جبير فيها فيقول وفى عشي يوم الأحد ثانى ربيع الآخر أرسينا بمرسى يعرف بابحر وهو على بعض يوم من جدة وهو من اعجب المراسي وضعا وذلك أن خليجا من البحر يدخل إلى البر والبر مطيف به من كلتا حافتيه فترسى الجلاب به من قرارة هادئة (١).

[عودة إلى الرحالين]

قدم المؤرخ العربي جمال الدين أبو الفتح بن يوسف بن يعقوب المعروف بابن المجاور إلى الحج بعد ابن جبير بنحو قرن من الزمان فوصف جدة بأنها مدينة صغيرة على ساحل البحر مزدحمة الحجاج وذكر أن الماء بها قليل وأنه يجلب إليها من أماكن بعيدة كما ذكر أن أهلها من نسل العجم وأن ابنيتها من الحجر الكاشور ومن الخوص وأنه يوجد بها خانات من الخوص تؤجر فيها الغرف للمسافرين، وقال أن بها خانيين كبير بن متقابلين بمخازن كبار وأنه كان تجبى بها رسوم - ضرائب - للعقار من قبل سلطان مصر مقابل تعمير كل بيت مبني بالخوص ومقدار هذه الرسوم العقارية هي ثلاثة دراهم على كل بيت (٢)

والمتأمل يرى أن وصف ابن المجاور الدمشقي يقترب من وصف الرحالة السابقين باستثناء وصف ابن جبير، الذى يقول المؤلف أنه ربما أنزل في هذه الخانات المبنية من الخوص فأخذ الانطباع القاتم عن المدينة وأحوال أهلها.

[أهل جدة يرحلون منها]

ويقدم المجاور الدمشقي قصة تحمل في طياتها أسباب ترك ثراة جدة لمدينتهم في سنة ٤٧٣ هـ ليقول ما معناه:

أرسل أمير مكة إلى شيخ تجار جدة يطلب منه إرسال حمل من الحديد فامر شيخ


(١) ٨٠/ ٨٢ موسوعة تاريخ مدينة جدة.
(٢) ٣٢ موسوعة تاريخ مدينة جدة ويقول الأستاذ حمد الجاسر أن كتاب المستبصر ليس من تأليف ابن المجاور الشيباني الدمشقي وإنما هو منسوب إليه خطأ وأن مؤلفه فارسي الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>