للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينقل الغازي ما آلت إليه فيقول:

وهي الآن في حوزة الشريفة سعدية بنت سعد بن زيد تأخذ كراها، وكانت موقوفة على التدريس … الخ (١).

[مدرسة دار السلسلة]

يقول الغازي: وفي الجانب الغربي من الحرم الشريف ثلاث مدارس، مدرسة الأمير فخر الدين نائب عدن على باب العمرة، وتعرف بدار السلسلة، أوقفها على علماء الحنفية سنة خمسمائة وتسع وسبعين.

وقد أورد الغازي تفصيلًا عن دار السلسلة نذكره فيما يلي:

وفي سنة ٥٧٩ وصل إلى مكة صاحب عدن الأمير عثمان بن علي الزنجبيلي، خرج منها فارًا أمام سيف الإسلام المتوجه إلى اليمن، وبالرغم من أنه تعرَّض لأخذ كثير من الأموال والأثقال التي كانت معه من قبل سيف الإسلام، إلا أنه وصل إلى مكة، وكان قد ابتنى بها دارًا، بعد أن قدَّم نفيس ذخائره، وناجي ماله، وجملة رقيقه وخدمه، وكان حاله لا يوصف كثرةً واتساعا، وكان موصوفًا بسوء السيرة مع التجار، وكانت المنافع التجارية كلها راجعة إليه، والذخائر الهندية المجلوبة كلها واصلة إليه.

وأوقف مدرسته التي عند باب العمرة للحنفية، وتعرف الآن بدار السلسلة وأوقف الرباط المقابل لها، ويعرف برباط الهنود.

يقول الغازي: والمدرسة هي الآن بأيدي بعض الأشراف من أولاد أمراء مكة (٢).

أقول؛ ذكر الغازي في الخبر الأول عن مدرسة السلسلة أن الذي بناها هو الأمير فخر الدين نائب عدن، وذكر في الخبر الثاني أنه الأمير عثمان بن علي الزنجبيلي، وتاريخ بناء المدرسة في الخبرين واحد وهو عام ٥٧٩ هجرية، فربما كان فخر الدين لقبًا لعثمان المذكور؟.

[مدرسة طاب الزمان]

ومدرسة طاب الزمان عتيقة المستنصر العباسي - وهو الموضع المعروف بدار زبيدة - أوقفتها طاب الزمان في شعبان سنة خمسمائة وثمانين على عشرة من الفقهاء الشافعية.

[مدرسة الداودية]

ومدرسة الملك المنصور عمر بن علي صاحب اليمن بين هاتين المدرستين - بين دار السلسلة وطاب الزمان - وكانت عمارتها في سنة ستمائة وإحدى وأربعين، وتعرف الآن بالداودية أوقفها الملك المنصور على الفقهاء الشافعية والمحدثين.


(١) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ١٦٧/ ١٦٩.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٣١٤/ ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>