للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند عون وصحت هذه النبوءة فاعتقد فيه الولاية (٣٦٤) ولله في خلقه شئون.

ويعلق الأستاذ السباعي على تصرفات الشريف عون بأنها نوع من الشذوذ الذي يصيب بعض العظماء بينما يرى البعض الآخر أن دهاء الشريف عون حمله على اصطناع هذا المجذوب الذي أخضعَ له العظماء وسادةَ الناس. وهناك رأي يقول: إن عونا إنما لجأ إلى هذه التصرفات ليوهم السلطان عبد الحميد أنه رجل ساذج فيبقيه في إمارة مكة، كما أن البعض الآخر يرى في هذه التصرفات دليلا على السذاجة والغفلة (٣٦٥).

أقول: أيًّا كان الرأي في تصرفات الشريف عون فإن الأمر الهام بالنسبة للناس أنه كان حاكمًا عليهم، يأمر فيطاع، وقد عانى الناس من هذه التصرفات ما عانوا مما اضطر أولي الحل والعقد في مكة المكرمة إلى كتابة مضبطة للسلطان يذكرون فيها معاناة الناس، ولست أشك أن هذه المضبطة كانت تهدف إلى تخليص الناس من حكم الشريف عون بدليل أن السلطان اهتم بما جاء فيها وأرسل لجنة للتحقيق في محتوياتها.

[فيل الشريف عون]

ذكر الأستاذ أحمد السباعي في "تاريخ مكة" نقلا عن إفادة الأنام للشيخ عبد الله غازي ما يلي:

وأهدى أحد عظماء الهند للشريف عون فيلا فكان الفيل ينطلق


(٣٦٤) "تاريخ مكة" لأحمد السباعى: ص ٥٥٤.
(٣٦٥) نفس المصدر: ص ٥٥٤، ٥٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>