للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدارس الدينية هناك ودرس بها الكثير من العلوم كما قرأ الكثير من الكتب، ولكن شغفه بالعلم والرغبة في الاستزادة من مناهله دفعه إلى الارتحال إلى مدينة لكنو بالهند وهي مدينة الثقافة والحضارة في ذلك الزمان فتلقى العلم على يد أفاضل العلماء هناك وتخصص في آداب اللغة الفارسية وعلوم الطب.

ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه في مدينة كيرانه واشتغل بالتعليم فأسس بها مدرسة تولى مهمة التدريس فيها بنفسه والتف حوله من الطلاب من كتب الله لهم التوفيق فكانوا بعد ذلك من العلماء العاملين في الهند ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب مؤسس أول مدرسة إسلامية بمدينة مدراس بالهند وقد عرفت هذه المدرسة باسم الباقيات الصالحات وقد تحولت هذه المدرسة في الوقت الحاضر إلى كلية تعد أكبر كلية في مدينة مدراس الكبيرة في جنوب الهند.

[الحالة في الهند]

في هذا الوقت الذى ولد فيه الشيخ ونشأ وبلغ مبلغ الرجال كانت الهند تعانى من ويلات الاستعمار البريطانى، فالامبراطورية المغولية الإسلامية التي مضى عليها ما يقرب من أربعمائة عام كانت تلفظ انفاسها الأخيرة ليحل محلها الاستعمار الإنجليزي الصليبي الغاشم، وكان الحكام من الهنود حكاما بالاسم لأن مقدرات البلاد كلها قد أصبحت في يد الحكام الانجليز الذين وفدوا إلى البلاد تحت ستار شركة الهند الشرقية، وأخذوا ينهبون خيرات البلاد نهبا منظما، يشترون الخامات الهندية بأبخس الأثمان ليعاد تصديرها إليهم بعد صنعها في مصانع انجلترا بأغلى الأسعار، وكان الانجليز يعملون على أن تبقى الهند مزرعة يستغلون خيراتها ويحرمون أهلها من هذا الخير، وكانوا يستخدمون الوسائل الكثيرة والعنيفة لتبقى البلاد تحت سيطرتهم سادرة في غفوة الجهالة فنصبوا أنفسهم للقضاء على الروح المعنوية بشتى الوسائل.

والهند كما هو معلوم مليئة بالديانات المختلفة كما هي مملوءة بالاجناس المتباينة

<<  <  ج: ص:  >  >>