للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أبناء البادية، وتقع المسيجيد في قلب الصحراء وتبعد عن المدينة ثلاثة وثمانين كيلومترا، واستطاع المؤسِّسَانِ أن يجتذبوا للمدرسة أستاذًا من أكفأ أساتذة المدينة المنورة هو الشيخ سالم داغستاني الذي ضحى بمركزه المرموق في المدينة المنورة ليعمل في مدرسة في الصحراء تبدأ بغرفة في مقهى وبثلاثة عشر طالبًا، كما ضحت أسرته معه بالانتقال من بيوت المدينة المنورة وما تحفل به من حياة مطمئنة متحضِّرة إلى بيت في البادية بين أحضان الجبال في وسط الصحراء.

وأصرَّ المؤسِّسَانِ أن تبدأ المدرسة بداية طيبة فقرروا أن تكون مدرسة ابتدائية تتبع نهج مدارس وزارة المعارف السعودية .. كانت العقبات عظيمة والمصاعب كبيرة .. كان السفر من المدينة إلى المسيجيد ومنها إلى المدينة فيه من المصاعب ما تنوء به الأجساد .. كان الطريق وعرًا، كثير الرمال والحُفَر، وكان في مواضع أخرى مليئًا بالحصى والأحجار، ولم تكن طرق المواصلات قد عرفت التعبيد بعد، وكان السفر على سيارات اللوري المكشوفة، فلم يكن علي ولا عثمان من أصحاب السيارات، ولا من أصحاب الثراء، كانا موظفين من أوساط الناس، وكانا يقومان برحلات متتابعة للمدرسة قبل التأسيس وبعده بهذه السيارات المكشوفة الصناديق، وكان يشاركهما مدير المدرسة الأستاذ سالم داغستاني متاعب الرحلات إلى أن استقرَّ به المقام فسكن بجوار المدرسة في المسيجيد، وقامت المدرسة على التبرعات القليلة من المؤسسين ومن أصدقائهما.

[الدولة تمنح المدرسة مبنى]

وفي عام واحد ازداد عدد الطلاب فوصل إلى ثلاثة وأربعين طالبًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>