نظم البيتى في فنون الشعر عامة فله قصائد في الغزل والرثاء والإخوانيات والمدج والهجاء، ويضم الديوان قصائد تصف الأحوال الاجتماعية والسياسية في البلاد وهي في نظري تكتسب أهمية كبرى لأنها تلقى الضوء على جوانب من حياة الحجاز الاجتماعية والسياسية في فترة افتقدت فيها المصادر التاريخية التي تتحدث عن هذه الفترة من الزمن - القرن الثاني عشر للهجرة - ولهذا فسيكون تركيزنا على هذا الجانب من شعر البيتى أظهر وأعم.
[البيتي يمزج الشعر بالنثر]
ومما لاحظته في الديوان أن البيتى لم يكن يكتفى في بعض الأحيان بنظم القصيدة وإنما يقدم لها برسالة طويلة مسجوعة في نفس الموضوع، كما هو الحال في رسالته من ينبع إلى الخطيب محمد أبى الخير مغلباي المدني في سنة ١١٤٠ هـ والتي سنتحدث عنها بعد، أو يبدأها بأبيات من الشعر ثم يتبعها بالنثر ليعود مرة أخرى إلى الشعر .. ونثر البيتى كله مسجوع، فلم أجد في الديوان على كثرة ما ورد فيه من النثر سطرًا واحدًا خاليًا من السجع. وهذا السجع يتميز بالعذوبة كما ينبئ عن إحاطة كاتبه بكثير من المعارف وهو يدل على اطلاع واسع كما يشير إلى تمكن كاتبه من المفردات اللغوية فلا تشعر فيه بالتكلف الذي يظهر في سجع كثير من الكاتبين.
[البيتي في ينبع]
ذكرنا ضمن وظائف البيتي أنه تولى الكتابة في ينبع ولم توضح