للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتل فيصل بن الحسين دمشق بعد أن نزح عنها جمال باشا وحين دالت دولة الأتراك، وجاء المرشال اللنبي إلى دمشق ليوطد الأمر لفيصل رأى هؤلاء المدنيون إحسان الله البواب على باب النساء، ضابطًا كبيرًا يدخل مع اللنبي … الخ (١).

أقول:

ظل إحسان الله يقوم بوظيفة نائب القنصل الإنجليزي في جدة سنوات طويلة، ثم نقله الإنجليز منها إلى عدن، ورُحِّل ورحلت معه عائلته إلى هناك، ويبدو أن نقله إلى عدن إنما تم بعدما عرف عن صلته بالمخابرات البريطانية وشاع ذلك كثيرا، وربما لأسباب أخرى والله أعلم.

[الشيخ مخلوف والبشير الإبراهيمي]

يقول الأستاذ/ محمد حسين زيدان، اجتمع في حج أحد الأعوام في مخيام الشيخ محمد سرور الصبان وزير المالية الأسبق الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية في ذلك الزمان والشيخ البشير الإبراهيمي الجزائري، وكانوا ضيوفًا عليه في عرفات، وأخذ المستفتون من الحجاج يتوافدون يسألون مفتي الديار المصرية عما يرغبون الاستفسار عنه من شئون الحج، فكان الشيخ مخلوف يسأل السائل عن مذهبه ويجيب عليه بحسب مقتضى مذهبه وطلب البشير الإبراهيمي من الشيخ محمد سرور إغلاق الصيوان بحيث لا يدخل أحد، ثم وجه خطابه للشيخ مخلوف قائلا:

لماذا تسأل عن المذهب … ؟ فأنت تعرف القاعدة، العامي لا مذهب له، المذهب للمفتي، إن رأى مخرجا يَسَّرَ عليه، وان رأى مسرفًا عسَّر عليه، كلمة حق ينتصر به الحق ولا يهزم المذهب (٢).

[الإمام يعين بفرمان]

كانت الإمامة في المسجد النبوي الشريف تتم بصدور فرمان من السلطان العثماني بإسناد الإمامة إليه، وكانت الإمامة دائمًا لمن يتبعون الإمام أبي حنيفة النعمان لأن السلطان العثماني والخديوي المصري يتبعان الإمام أبي حنيفة، فإذا صدر الفرمان بأن يكون - الأفندي - فلان إمامًا، فأبناؤه يرثون الإمامة، ولا يسألون أن يقوموا بالوظيفة فالواحد منهم ولو لم يفك الحرف - إمام بالوراثة، حتى إذا وصل إليه الترتيب لأداء الصلاة يتخذ قارئا ينوب عنه في أداء المهمة، فهي مراتب افتخار يمتازون بها ويحرصون عليها.


(١) ذكريات العهود الثلاثة ص ٤٢/ ٤٣.
(٢) ذكريات العهود الثلاثة ص ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>