للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يهدمها إلا هدمها، فتذهب هيبة البيت من صدور الناس فتركها الرشيد.

[الطواف من خارج الحجر]

ولهذا فإن الطواف يكون من خارج الحجر - حجر إسماعيل - لأن ستة أذرع من الحجر مما يلى البيت تعتبر محسوبة من البيت بلا خلاف.

[خلاصة القول]

وخلاصة القول كما يقول المؤلف، فكل شيء فيها - الكعبة - بناء ابن الزبير إلا الجدار الذى في الحجر - حجر إسماعيل - فإنه بناء الحجاج - كما سد الحجاج الباب الذى ظهر في الكعبة، كذلك رفع الباب الشرقي الذى يدخل منه إليها اليوم بمقدار أربعة أذرع وشبر وكان يصل إلى الأرض، وكذلك الدرجة التي في باطن الكعبة والبابان اللذان عليها اليوم هما أيضا من عمل الحجاج. (١)

[السيل يهدم الكعبة]

بقيت الكعبة المعظمة على بناء ابن الزبير لها والتعديل الذى أحدثه بها الحجاج بن يوسف تسعمائة وأربع وستين عاما لم يصبها وهن ولا خراب باستثناء بعض المرمات البسيطة، بقيت الكعبة المعظمة كذلك إلى عام ١٠٣٩ للهجرة، ففى يوم الأربعاء التاسع عشر من شعبان عام تسع وثلاثين وألف للهجرة، هطل بمكة المكرمة مطر عظيم ابتدأ في الساعة الثانية صباحا - بالتوقيت الزوالى - واشتد نزوله بين صلاتي الظهر والعصر واتصل المطر إلى ليلة الخميس، يصاحبه برد عظيم.

وفى آخر النهار من يوم الأربعاء هبط من جراء هذه الأمطار سيل عظيم لم يرد مثله في الأزمان القريبة، دخل السيل إلى المسجد الحرام وامتلأ المسجد بالماء، ودخل الماء إلى الكعبة المشرفة من بابها ووصل ارتفاع الماء إلى نصف جدار الكعبة، كما بلغ ارتفاعه إلى طوق القناديل، ودخل السيل بيوت أهل مكة المكرمة


(١) "٨٦ - ٩١ تاريخ عمارة الكعبة المعظمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>