العدل منتشر والجور منحدر … والعلم مزدهر والجهل قد غربا
ولست أقول أن القصيدة من روائع الشعر، ولكني أقول أن هذه البداية كان يمكن أن تبشر بميلاد شاعر عظيم لو أن صاحبها استمر في إحياء هذه الملكة التي كانت من أحسن البدايات ولست أدرى أن كان اشتغال الشيخ حمد بالتحقيقات التاريخية العظيمة التي يضطلع بها عن الأماكن التاريخية في الجزيرة العربية قد صرفته عن الشعر أم أنه يعود إليه بعد الحين والحين ولكنه يطويه عن الناس كما يفعل صديقنا الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار. ونكتفى بهذا القدر في حديثنا عن النفثات لنتحدث عن كتاب آخر من مؤلفات الساسي هو.
[في الأدب المقارن ومساجلات الشعراء]
حينما قرأت عنوان هذا الكتاب ظننت أني سأقرأ بحثا في الأدب المقارن يعقده صديقنا الساسي رحمه الله وإذا بي أفاجأ بأن الكتاب عبارة عن سؤال وجهه الساسي إلى كثير من الأدباء يطلب منهم المقارنة بين أدب العقاد وطه حسين وإبداء الرأى في أى الأديبين الكبيرين ينتهج الأسلوب العلمي في بحثه ودراساته، وجه هذا السؤال إلى كثير من أعلام الشعراء بينهم المرحومين الأستاذة أحمد إبراهيم الغزاوى ومحمد حسن عواد والسادة محمد سعيد العامودى وأحمد محمد جمال وغيرهم وقد أجاب السادة الأدباء فنشر الساسي إجاباتهم وليس هنا مجال البحث في الإجابات ولا في السؤال نفسه، ولكن الساسي يؤكد الرأى الذى ذكرته عنه وهو أنه جامع للأدب والشعر وليس مبتدعا فيه وليست هذه الصفة بالتى تنقص من قدره فكل امرئ ميسر لما خلق له، وقد حفلت كتب التراث في الأدب العربى بالروائع لما جمعه الرواة ويكفى أن تعلم أن ياقوت الحموى مؤلف الأغاني ومعجم الأدباء وغيرها من أمهات كتب التراث لم يؤثر عنه الكثير من الشعر والإنشاء،