ولست أشك أن الساسي رحمه الله بما وهب من حماس دافق كان من المساهمين بحق في جمع هذه الآثار وأنه بذل من الجهد ما يستطيع في سبيل إظهار هذا الكتاب.
هذا الكتاب ونحن نتحدث عن الساسي لا يخرج عن الأسلوب الذى تميز به والذى تحدثنا عنه وهو الحماسة والجمع ولكنه مختص بطبقة معينة من الكتاب والشعراء كانوا يعتبرون في ذلك الوقت الجيل الثانى أو الثالث من الأدباء بحكم أسنانهم ولهذا أعطى المؤلفون اسم الشباب لهذه الأقلام - نفثات من أقلام الشباب.
الطريف في هذا الكتاب أن بعض من اشتركوا فيه أصبحوا فيما بعد من ذوي الأسماء اللامعة المحلقة مثل المرحوم عبد الله عريف، والعلامة الفاضل الشيخ حمد الجاسر، والأخ الصديق الأستاذ حسين عرب، وصديقنا الباحث الكبير الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار، وغيرهم ومن الطرائف الأخرى في هذا الكتاب أننا نقرأ شعرا للعلامة الشيخ حمد الجاسر وللصديق الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار وكذلك للمرحوم الأستاذ عبد الله عريف وهم الذين عرفوا بأبحاثهم الجادة والذين لم يشتهروا بالشعر أما بالنسبة لصديقنا الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار وكذلك اسمعنى قبل بضع سنوات قصيدة معجبة رجوت أن ينشرها، وأن يستثير هذا الوتر الآخاذ ليضرب عليه كلما تهيأت له الأسباب.
أما صديقنا الأستاذ حسين عرب فقد أصبح من أعلام الشعراء في هذه البلاد ولكنه يختص نفسه بهذا الشعر أكثر مما يخص به الآخرين. أما الأستاذ حمد الجاسر مد الله في حياته فإنني أنقل هنا بعض أبيات من القصيدة التي نشرت له في هذه النفثات ومطلعها.
عاش الشباب الذى للمجد قد طلبا … واستشعر الحزم حتى يدرك إلا ربا
وجدَّ يدأب في تنفيذ خطته … ولم يهن عزمه عجزا وما رهبا
ومنها:
فتى العروبة هل في القوم مستمع … فبين جنبيَّ نار جمرها التهبا