للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بناء عبد الله بن الزبير للكعبة]

أرسل يزيد بن معاوية جيشا إلى مكة لحرب عبد الله بن الزبير الذى استولى على الحجاز وبايعه أهله خليفة عليهم بعد موت معاوية ووصل هذا الجيش بقيادة الحصين بن نمير فاستولى على مكة كلها إلا المسجد الحرام، ولجأ ابن الزبير وأصحابه إلى المسجد فبنوا حول الكعبة خصاصا (بيوتا من القصب) ورفافا من الخشب كما نصبوا خياما يكتنون فيها من حجارة المنجنيقين الذين نصبا على أخشبى مكة أبي قبيس وقعيقعان وكان الحصين قد قدر على أصحابه عشرة آلاف حجر يرمون بها الكعبة وكانوا يرمون ويرتجزون، وأخذت حجارة المنجنيقين تنصب على الكعبة حتى تخرقت كسوتها فصارت كأنها جيوب النساء ترتج من أعلاها إلى أسفلها، واستمرت الحجارة تتساقط على الكعبة أياما.

[احتراق الكعبة]

وفى ليلة السبت لثلاث خلون من ربيع الأول عام ٦٤ ذهب رجل من أصحاب الزبير يوقد نارا في بعض تلك الخيام بين الركن الأسود والركن اليمانى، والمسجد يومئذ ضيق فطارت شرارة في الخيمة فاحترقت الخيام والتهب المسجد حتى تعلقت النار بالبيت فاحترق، وكان يوما شديد الرياح والكعبة يومئذ مبنية ببناء قريش مدماك من خشب الساج ومدماك من حجارة من أسفلها إلى أعلاها وعليها الكسوة فطارت الرياح بلهب تلك النار، واحترقت كسوة الكعبة واحترق خشب الساج الذى بين البناء.

وهناك رواية أخرى تقول أن أصحاب الحصين بن نمير رموها بالنفط فاحترقت ولكن الحصين وجماعته من أهل الشام ينكرون ذلك. وقد احترق مع الكعبة الحجر الأسود حتى اسود لونه، وكان لونه مثل لون المقام وتصدع الحجر ثلاث فرق فانشطرت منه شظية كانت عند بعض آل شيبة بعد ذلك بدهر طويل، وقد شده

<<  <  ج: ص:  >  >>