للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت فهدمت قريش الكعبة وكانت مبنية بالرضم ليس فيها مدر وكانت قدر ما تقتحمها العناق وكانت ثيابها توضع عليها تسدل سدلا وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة وذكروا أن السيل كان يأتي فيصيب الكعبة فيتساقط من بنائها وكان رضمًا فوق القامة وبنوها بحجارة الوادى فرفعوها في السماء عشرين ذراعا وكان قد سرق كنز الكعبة فأرادوا تسقيفها.

[النبي - صلى الله عليه وسلم - يشارك في بناء الكعبة]

عن عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضى الله عنهما يقول - لما بنيت الكعبة ذهب العباس والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي - صلى الله عليه وسلم - اجعل إزارك على رقبتك فخرَّ إلى الأرض فطمحت عيناه السماء فقال أرني إزاري فشده عليه، وكانوا يضعون أزرهم على أعناقهم يحملون عليها الحجارة فإذا دنوا من الناس لبسوا أزرهم فلما وقع ما وقع للنبي - صلى الله عليه وسلم - سأله عمه ما شأنك؟ قال نهيت أن أمشي عريانا قال العباس فكتمته حتى أظهر الله نبوته.

[قريش تبني الكعبة من طيب مالها]

ولما أجمعت قريش أمرها في هدم الكعبة وبنائها قام أبو وهب بن عمرو عائد المخزومى فتناول من الكعبة حجرا فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال يا معشر قريش لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا، لا يدخل فيه مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة لأحد من الناس قال ابن إسحق ووهب خال النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان شريفا، وكانت النفقة على الكعبة قد قصرت بقريش فتركوا موضع الحجر وأحاطوه بجدار وقد جاء ذلك في حديث عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجدار أمن البيت هو؟ قال نعم قلت فما لهم لم يدخلوه في البيت قال ألم ترى قومك قصرت بهم النفقة، قلت فما شأن بابه مرتفعا؟ قال ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية فأخاف أن تنكسر قلوبهم أن أدخل الجدار في البيت وأن ألصق بابه بالأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>