من كفى المؤونة، وأعطى الملعونة، ونعمت له البارحة والليلة، وقيل له مَسِّي سخيلة فقلما تحسن الحال، إذا كثرت العيال، وتتصور الراحة، إذا صفرت الراحة وما فاز في العالمين، غير المخففين، وأخوك قد أساء الزمن إليه، وعرض خصلتي الضبع عليه، أو أني أعاف الإِكرام، لوجدتْ الإكرام، أو أمل المقام، ولكن لو ترك القطا لنام:
لُمِ الليالي التي أخنت على جدتي … برقة الحال واعذرني ولا تلم
[حظ الأديب]
ثم أعود وأقول ما أكسد الأدب، الذي ذكرت، وأطنبت فيه بما قدرت، وليست سلسلة النسب، من حبائل النشب، ولا نسخ الأدب من فخوخ الذهب، وماذا حصل للخليل بالبسيط والطويل، وهل أفطر على العصيد من بحر المديد، وأشرف على المطالب، من فعول المتقارب، فليس من المفروض علم العروض، ولا من المسنون الاشتغال بهذه الفنون:
لا تطلبن بآلة لك رفقة … قلم البليغ بغير حَظٍّ مِغْزَلُ
فما أضعف قواعد الإعراب، عن إملاء الجراب، وأضيع دلائل الإعجاز، في حانوت البزاز، وأقذر زهر الآداب، وآداب الكتاب، إذا عرضا على القصاب، ولم أسمع بأنساب قريش، إنها نفقت في ترميق العيش، ولا أن كتاب الكامل عمل في تحريك العوامل، وإذا طلبت البرهان، وشئت أن ترى العيان، فخذ أخبار الزمان، وقلائد العقيان والسير والغزوات، وجميع كتب الطبقات، وشروح المعلقات، وهلم بالفلك المشحون، في القبائل والبطون، ومعها أجزاء الأغاني، وديوان