ابن هانئ، وما انتظم من هذه المعاني، ثم تفسح في المجالس، واجْلُ من تلك العرائس وأنت كسحبان وائل، وبيان عمرٍو وواصل، فإن توصلت إلى طفيف، من ثوب أو رغيف، فاصنع ما شيت، واهجرني ما حييت، فلست بالمميز، على ابن المعتز، حين أدكته حرفة الأدب، فوقع في العطب، ولا كشيخ ربيعة الفرس وقد رمى بالهوس، فأهون في الزمان بعلَّامة همذان، ومثله من الأعيان، وأي فضل في شعر، لا يوقد تحت القدر ولا يقاوم ثمن الحبر، ولو كان من الحكمة والسحر.
لا خير في أدب فردًا بلا ذهب … وليس ينفق في شئ من الزيت
فقل عن الكيس لا الأكياس كيف تشأ … واسأل عن الحظ لا تسأل عن البيت
فطالما قمت في الأسحار، وصدَّرْتُ الدعاء بالاستغفار، وأنا أسأل الكفاف، لأحوز العفاف، فلا أعرض حَرَّ الأديم، إلى لئيم، ولا أعمل حيل الالتماس، لما في أيدي الناس، وإلى الآن ما أنجح الرجاء، ولا أستجيب الدعاء حتى كأنه دعاء أبي جعفر، حين سئم من أزهر، وقد سلمت القياد للأمر، وانتظرت الفرج بالصبر:
علمًا بأن اصطباري معقب فرجًا … وأضيق الأمر إن فكرت أوسعه
فأما الآن فقد امتد مضمار الرهان، ووجب صرف العنان، إلى تذليل هذه الخرافات، بمثلها من الأبيات فإليكها نفثة مصدور، في طي هذا المنشور، معتذرة عن التقصير، مقرة بالقصور، فاستر على عوراتها، وضاعف لها حسناتها، وتجاوز عن سيئاتها، وأكرم مثواها، حيثما تلقاها، وأين ترى عوارها، فقلِّمْ أظفارها، … ولا تقبل اعتذارها، وقد جعلت صداقها، عندك نَفَاقها، فإن رأيت وفاقها، وإلا فاكتم طلاقها، وسرحها