مختلف الأغراض والطلبات، وأذكر أنه حضر إلى يوما وكنت مشغولا وكان المكتب يغص بالزائرين ورأى بعضهم كيف أطال الشيخ الملطانى الكلام معى وهو بنظر في القائمة وأنا أخبره بما تم إنجازه من الطلبات السابقة، وبما وعد به الشيخ محمد سرور أو أشار به في الطلبات الأخرى فقال لى أحدهم بعد أن ذهب الشيخ الملطانى لقد أخذ هذا الرجل من وقتك الكثير فهلا اختصرت الحديث معه؟ فإن غيره من الجالسين ينتظرون على أحر من الجمر قلت إن الرجل لم يطلب شيئا لنفسه وإنما كان يسعى في طلبات الناس فهو لسان من لا يستطيع إيصال حاجته، أو يمنعه الحياء أو يقعد به المرض أو الحاجة فسكت والواقع أن صلتى بالمرحوم الشيخ محمد على ملطانى امتدت إلى أن توفاه الله وعلى كثرة ما كان يسعى لقضاء حاجات الناس لم أره يوما يطلب شيئا لنفسه أو يسعى إلى منفعة وكان الرجل مضيافا له بيت مفتوح في الطائف صيفا يستقبل فيه الضيوف من معارفه الكثيرين كما كان يسافر إلى المدينة كل عام فتكون داره في المدينة المنورة مفتوحة للناس ليل نهار وكان الرجل مغرما بألعاب الورق والطاولة والبجيس وغيرها وكان بارعا فيها فكان يسهر بعض الأحيان إلى الهزيع الأخير من الليل وربما صلى الفجر ثم نام، ومع إسرافه في هذا اللهو البرئ فقد كان رجلا كاملا غير هامل.
مَصنَعُ الخِيَام
فكان له بيت في القرارة جهة المروة يتخذ منه مكتبا وإدارة لمصنع الخيام ولعله كان أول من صنع الخيام بمكة المكرمة وكنت أزوره في هذا الكتب فأجد العمال الذين أحضرهم وجميعهم من أهل مكة المكرمة يعكفون على صنع الخيام وكان يشترى لهم القماش الجيد المتين ويصنعون الخيام الكبيرة والصغيرة ويؤجرها في