للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إما من البغدادى في الصيف أو الصوف المشغول في الشتاء ثم مِصْنف أو حَمُّودى وهو قماش متين مخطط يوضع على الكتف ويمسكون في أيديهم عصا من العصى الغليظة التي تسمى "الشون" هذا بالنسبة للباس أهل الحجاز أما الجاليات الأجنبية فكانت تتميز بملابسها الخاصة التي تدل على جنسياتها والواقع أن الحديث عن الأزياء وخاصة في النصف الأول من العام الهجرى الرابع عشر طويل ومتشعب ولا تتسع له هذه العجالة.

نعود بعد هذا إلى الشيخ محمد على ملطانى رحمه الله فنقول إن الرجل كان زعيما محبوبا لدى معارفه بحق فهو يعرف الكثيرين من الطبقة الوسطى والشعبية بحكم نشأته بينهم كما أن مواهبه رشحته لصداقة عظماء الرجال في عصره وخاصة من كان بيدهم الحل والعقد فكان هو واسطة هؤلاء الناس لديهم لقضاء حوائجهم، وقد عرفته في منتصف الخمسينات حينما عملت بمكتب الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله بمكة المكرمة فعرفت رجلا لمَّاحًا بارع الذكاء رغم ضآلة تعليمه ولكنه كان عظيم الخبرة بالحياة والناس وكان يخاطب الناس على قدر كقوم ويتفانى في خدمتهم بل ولا يتأفف من ذلك.

كان يحضر إلينا في مكتب الشيخ محمد سرور عصر كل يوم تقريبا وبيده قائمة بطلبات الناس هذا يريد إركابا بالبريد وكانت سيارة البريد الوسيلة الوحيدة للسفر سواء إلى مكة أو المدينة أو الطائف وكانت تابعة للشركة العربية للسيارات فلم تكن هناك أتوبيسات أو تاكسيات وإنما كان الناس يركبون في سيارات البريد والمحظوظ منهم من يجد محلا له بجوار السائق أما بقية الركاب فيتخذون مقاعدهم داخل الصندوق مع طرود البريد وأكياسه نقول إن الشيخ محمد على ملطانى يحضر إلينا عصر كل يوم وبيده قائمة بطلبات الناس ابتداء من طلبات الإركاب إلى طلبات المساعدة إلى تعقيب المعاملات إلى غير ذلك من

<<  <  ج: ص:  >  >>