للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول الأستاذ حمد الجاسر: ولقد أفادت هذه القسوة فكان من هذه المدرسة النواة الطيبة التي رغَّبَتْ أبناء البادية هناك في التعليم، وأوجدت منهم شبابا تقدم إلى التعلم في عهد مبكر وأصبح الآن يتولى أعمالا حكومية نافعة، منهم عيد بن سليمان، تولى إدارة مدرسة ينبع، وأخوه عودة بن سليمان، أول من تولى إدارة مدرسة المجمعة في نجد، وعائش بن حسين، أصبح مفتشا في وزارة المالية، وغيرهم من شباب جهينة النجباء.

ويواصل الأستاذ حمد الجاسر حديثه عن هذه المدرسة فيقول:

ومما يؤسف له أن المدرسة بعد نقل الأمير حمود من إمارة ينبع بدأ أمرها يضعف حتى زالت، هكذا كل عمل نافع يفقد مَنْ لَه أثَرٌ في إيجاده، لا يلبث أن يتلاشى مهما كان نافعًا (٣٩٩).

ولقد أخبرت الأستاذ علي حافظ - رحمه الله - عن هذه المدرسة، وكان لم يطلع على كتاب "بلاد ينبع" للشيخ حمد الجاسر فقدمته إليه، وفي رأيي أن وجود مدرسة في البادية قبل مدرسة الصحراء لا ينقص من قيمة العمل العظيم الذي قام به مؤسساها، وقد أراد الله لمدرستهما الدوام فاستمرت وتوسعت حتى تم تسليمها لوزارة المعارف بعد حوالي ستة عشر عامًا من تأسيسها كما سيأتي تفصيله فيما بعد ..

[مدرسة الصحراء تكبر]

أصبحت مدرسة الصحراء منارة علم في قلب الصحراء يقول الأستاذ على حافظ:


(٣٩٩) بلاد ينبع: ص ١٢٩ - ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>