للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبل البدو يُلحقون أبناءهم، ووصلت سمعتها إلى القرى المجاورة، فأقبل عليها الطلاب من رءوس الجبال وبطون الأودية، ومن بين الآكام والتلال، وجاءوا إليها من أماكن بعيدة من الفريش وبئر الروحاء، ومن رحقان ومن جبل الأحامدة، ومن الخيوف بوادي الصفراء، وصار الطلاب يؤلفون رفاقًا وجماعات، يقضون الأسبوع في الدراسة ويشتركون في تأمين حاجياتهم من دكاكين القرية، ويعودون في نهاية الأسبوع إلى أهليهم.

أما أهل المسيجيد فإنهم يرتادون المدرسة نهارًا، ويأوون إلى أهليهم بعد الدراسة كثيرا ما كنا نراهم في مسجد المسيجيد ليلًا وهم كخلية النحل تجمعًا ودَويًّا، يذاكرون دروسهم على مصابيح الغاز البدائية التي يتصاعد دخانها المُسْوَدّ.

وكبرت المدرسة، وزادت فصولها، وضاق عنها المبنى الذي منحه وزير المالية الأسبق الشيخ عبد الله السليمان لها فأضاف إليها المؤسسان دورًا ثانيًا، وقد اجتذبت المدرسة اهتمام الناس في الداخل والخارج وتبرعوا لها وبلغ الإقبال عليها إلى الحد الذي جعل مدير المدرسة يعتذر عن قبوال الطلاب الجدد لضيق المكان. يقول الأستاذ علي حافظ:

ومع الزمن تكاثر عدد الطلاب في المدرسة حتى ضاقت بطلابها، وبعد أن كانت المدرسة تجري وراء الطلاب تدعوهم إليها، أصبحت ترفض قبول الطلبات للالتحاق بها كثيرًا ما كنا نتلقى بالمدينة خطابات من أولياء الطلبة يطلبون منا التوسط لدى الأستاذ سالم داغستاني مدير المدرسة لدخول أبنائهم، وكنا نعمل المستحيل ونهيئ

<<  <  ج: ص:  >  >>