للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسجد النبوي الشريف، وإنما ليكون مشرفًا على عمارة المسجد النبوي الشريف وتوسعته، وإبرازه في أجمل الحلل.

ولكن هل اكتفى صالح قزاز بأن حقق الله له أمنية غالية تمناها وأجاب الله دعوة دعاها وهو في الروضة المطهرة، وفي رحاب المسجد النبوي الشريف … ؟

صالح قزاز بهذا، وإنما قرَّر بينه وبين نفسه أن يقوم بهذا العمل دون أن يتقاضى أجرًا من المعلم بن لادن، أراد أن يكون عمله في إدارة هذا العمل العظيم قربي إلى الله تعالى، خالصًا لوجهه؟

كتب خطابًا سريًا إلى جلالة الملك فيصل وكان نائبًا لجلالة والده في الحجاز يرحمهما الله تعالى، كتب إليه قراره بأن لا يتقاضى من المعلم بن لادن أي أجرٍ على قيامه بهذا العمل، وطلب من سموه تدبير راتب شهرى له يعيش وأسرته عليه.

واستجاب يرحمه الله فأصدر أمرًا إلى وزارة الخارجية وكان وزيرها، بتعيين صالح قزاز وزيرًا مفوضًا في وزارة الخارجية، ومن راتب هذه الوظيفة الاسمية كان صالح قزاز يعيش وينفق على أسرته حتى وفاته (١).

[في رابطة العالم الإسلامي]

وحينما اختار الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله الشيخ صالح قزاز ليكون وكيلًا له في رابطة العالم الإسلامي سنة ١٣٨١، ثم اختير أمينًا عامًا لها بعد وفاة الشيخ محمد سرور لم يتقاض صالح قزاز راتبًا من الرابطة طيلة عشرين عامًا بل كان يتحمل النفقات التي يتقاضاها عمله، ويجنب صندوق الرابطة أن يتحملها، يقول الشيخ محمد صفوت السقا الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي ما يلي:

وشهادة لله أزكيها ويعرفها كل من كان له شرف العمل معه - مع صالح قزاز - في الرابطة أنه لم يقبض ريالًا واحدًا كراتب أو تعويض أو حتى كمساهمة في النفقات التي يتطلبها العمل في الرابطة، فكانت السيارة من ماله وسائقها وحتى أجور السفر، وكانت كل الولائم التي نقيمها على مدار العام في داره من جيبه من مرتبه الذي يتقاضاه من تقاعده … الخ.

لقد أكرمني الله أن أكون مطوفًا للعلماء:

ويواصل الشيخ محمد صفوت السقا حديثه عن الشيخ صالح قزاز فيقول:

وعندما يقوم باسقبال الوفود والإشراف على راحتهم من مختلف أنحاء العالم يقول: تعلم أنني تركت الطوافة هربًا ولكن الله سبحانه وتعالى أكرمني أن أعمل مطوفًا لعلماء العالم الإسلامي بحكم طبيعة عملي في الرابطة، ويا أخ صفوت مهنة الطوافة تشريف وتكريم لأهل مكة المكرمة، وكم كان يتمنى أن يتفرغ للتدريس في الحرم المدني والمكي (٢).


(١) انظر مقال حسن قزاز بجريدة الندوة العدد ٩١٢٤ بتاريخ ٢ رجب ١٤٠٩ هـ.
(٢) انظر مقال محمد صفوت السقا في جريدة المدينة المنورة العدد ٧٩٤٩ بتاريخ ٢ رجب ١٤٠٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>