للنساء في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان سنة تسعمائة وست وسبعين على ما جرت به العادة في ذلك الزمان فسرق مفتاح الكعبة من حجره وهو مصفح بالذهب. يقول السنجارى فوقعت الضجة وأغلقت أبواب الحرم وفتشت الناس فلم يظفروا بالمفتاح.
قال السنجارى ثم وجده سنان باشا باليمن مع رجل أعجمي فأخذ الرجل وكبست داره فوجد عنده المفتاح وغيره من السرقات التي أقر بها فقطع رأسه وأعيد المفتاح إلى السادن.
[اشتعال ثوب الكعبة]
ذكر الشيخ باسلامة أن حريقا وقع في ثوب الكعبة في يوم الثالث والعشرين من شهر شعبان سنة ١٣٤٤ أثناء الحرب التي وقعت بين الشريف الحسين بن علي والجنود الأتراك المحاصرين في قلعة أجياد بمكة المكرمة بعد أن أعلن الشريف الحسين نفسه ملكا على الحجاز وانفصل عن دولة الخلافة العثمانية.
وكان الجنود الأتراك يطلقون القنابل من مدافعهم باتجاه المسجد الحرام لأن رجال الحسين كانوا يحتلون الدور المجاورة للمسجد الحرام، وبعضهم اتخذ من منائر المسجد الحرام مكانا يطلقون منه نيران بنادقهم على قلعة أجياد. وكانت القنابل التي يقذفها الأتراك تصيب قباب المسجد الحرام وخاصة في باب الزيادة وباب أم هانئ.
وقد وقعت شظية من إحدى القذائف على الكعبة المعظمة من الجهة الجنوبية قريبا من سطح الكعبة واشتعلت النار في ثوب الكعبة قرب الحجر الأسود وقد فزع الناس لذلك فزعا شديدا وتجمعوا في المسجد الحرام من كافة أطراف مكة فسارع سادن البيت الشيخ محمد صالح شيبي بإرسال ابنه محمد ففتح الكعبة وصعد الناس فاطفأوا النار في لحظة. (١)
هذا الحديث الطويل عن الكعبة المعظمة هو الخلاصة لكتاب الشيخ حسين