للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما شعرت أنه ليس من مصلحتها أن تجتمع أطراف المسلمين في جزء كبير من بلاد العرب على هذا الخط، لهذا ذهبت كل محاولة لإعادة إصلاح الخط أدراج الرياح.

أقول: وبعد الحرب العالمية الثانية استردت سوريا استقلالها، كما استرد الأردن استقلاله، ونشطت الدول المعنية في سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية إلى دراسة إعادة إصلاح سكة حديد الحجاز، وعقدت لذلك الاجتماعات الكثيرة في عواصم الدول المعنية إلا أن هذه الاجتماعات لم تسفر عن شيء يعيد لسكة حديد الحجاز نشاطها القديم.

[الحسين بن علي يحاول إصلاح الخط]

حاول الحسين بن علي إصلاح الأجزاء الموجودة في الحجاز، فعمر أجزاءه المتصلة بالمدينة، واستطاع أن يسيّر القاطرات عليه فوصلت أول قاطرة إلى المدينة في عام ١٩١٩ م، ثم عجزت عن استئناف السير لأن أعمال الإصلاح الفنية لم تكن مستوفاة، وليس لدى الحسين ما يكفي للقيام بأعبائه فعاد الجزء الحجازى إلى الخراب ووضعت حكومات فلسطين وسوريا والأردن أيديها على ما لديها من أجزاء أخرى ومعدات تابعة.

وقد ذكر المؤلف بعد ذلك ما يلي: بعد محاولات طويلة دامت نصف قرن اتفقت الحكومات العربية على إصلاحه، وَرَسَتْ مناقصته على إحدى الشركات في عام ١٣٨٣ هـ وينتظر أن يبدأ العمل (٦٨).


(٦٨) تاريخ مكة (ج ٢): ص ٥٧٧ - ٥٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>