للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَصْنع الإسْمَنت

لم يقبع عبد الله السليمان بعد تركه الوزارة في منزله ليأسى على ما فاته من سلطان أو لينعم بما تجمع له من ثروات طيلة الخمسين عاما التي قضاها في خدمة الملك عبد العزيز وإنما نظر بثاقب بصيرته إلى ما تحتاجه البلاد من مشروعت وما تنتظر من مستقبل عظيم فقام بتأسيس أول مصنع للأسمنت في المملكة في مدينة جدة أكبر ميناء في البلاد، وكانت مدينة جدة قد بدأت تنمو وتمتد بعد إزالة السور الذى كان يحيط بالمدينة وبعد وصول الماء إليها، كان هذا السور يمتد في الناحية الشمالية أمام ميدان البيعة من عمارة النشار حاليا إلى عمارة الشيخ أحمد موصلى المتخذة كفندق وفيه باب اسمه باب جديد ويمتد شرقا من أمام عمارة باخشب إلى باب مكة وكان هناك باب يسمى باب مكة ويمتد غربا من موضع فندق قصر البحر الأحمر إلى موضع عمارة الشيخ سلمان الحمد في ميدان الملك عبد العزيز، وتمتد جنوبا من موضع البنك العربى مارًا بامتداد شارع الملك عبد العزيز إلى مقبرة الأسد وفيه باب اسمه باب شريف، وكل العمران الذى حدث بعد ذلك هو حديث بعد إزالة السور وهو يساوى مئات أضعاف مساحة المدينة القديمة نقول رأى عبد الله السليمان إن المدينة ستنطلق وتنمو وتمتد، وأنه لا بد من إيجاد مصنع للأسمنت يسد حاجة البلاد وكان قد حصل على امتياز ببناء مصنع الأسمنت، هذا - لعل ذلك في أواخر عهد الملك عبد العزيز - فقام بإبراز الفكرة إلى حيز الوجود وأسَّسَ شركة الأسمنت السعودية في جدة التي باشرت في بناء أول مصنع للأسمنت في المملكة حيث قام ولا يزال يقوم بسد كثير من حاجة البلاد إلى هذه المادة الهامة للإِعمار، وهكذا ساهم عبد الله السليمان بعمله هذا في تعمير البلاد وتطوير وسائل الإِعمار فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>