للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَوْلِد النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -

ولد النبي صلى الله عليه وسلم بمحلة شعب على المعروفة بمكة المكرمة والتي تسمى في الوقت الحاضر سوق الليل وكان الشيخ عباس قطان يتمنى أن يقيم في هذا المكان مكتبة عامة واتفق مع أصهاره آل الكردي أن يشتري منهم مكتبة المرحوم الشيخ ماجد كردي الشهيرة بالمكتبة الماجدية وهي من أثمن المكتبات الخاصة وينقل محتوياتها إلى هذه الدار صيانة للموضع الذي ولد فيه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه من أن يبقى معرضا للإهمال وتكريما له بإقامة عمل نافع للناس فيه، وكانت العقبات التي واجهها الشيخ عباس قطان التحقيق هذه الأمنية الكبيرة كثيرة ولكنه استمر في محاولاته تلك دون كلل أو ملل فاستطاع بعد سنوات طويلة من الصبر وتصيد الفرص المناسبة أن يحظى بموافقة جلالة المغفور له الملك عبد العزيز للسماح له بإقامة المبنى الذي يريد وما أن حصل على الإذن من جلالته بإقامة المبنى حتى سارع باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك عام ١٣٧٠ هـ وكان يشرف على البناء بنفسه في كل يوم راغبا في سرعة إنجازه وتحقيق الأمنية التي كان ينشدها برؤية المكتبة العامة مشيدة في موضع مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفي يوم من أيام شهر رجب ١٣٧٠ هـ ذهب كعادته لرؤية العمارة مصطحبا بعض أصدقائه ولكنه شعر بألم مفاجيء وهو واقف في الموقع فقد فاجأته نوبة قلبية حادة فأمسك به الحاضرون من أبنائه وأصدقائه واستدعى له أحد الأطباء ثم نقل إلى بيته وفي اليوم التالى فارق الحياة فكانت هذه العمارة التي تمنى أن ينشئها هي الخانة السعيدة لحياته ولقد قام أبناؤه من بعده بإكمال العمل الطيب الذي بدأه والدهم العظيم كما نقلوا إليها المكتبة الماجدية وسلمت إلى وزارة الحج والأوقاف وهي مفتوحة للجميع.

<<  <  ج: ص:  >  >>