للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المشير محمد حالت باشا]

قدم هذا الوالي في أواخر شهر ذي القعدة سنة ١٢٩٤ هـ، وقد أطنب الحضراوي في مناقب هذا الباشا لسابق معرفته به في الآستانة، وحينما علم بقدومه توجه إلى جدة لمقابلته، وهنأه بقصيدة من شعره، وكان قد نظم له قصيدة أخرى جعل أواخرها باللغة التركية.

[قائمقام جدة يخشى تحرك وكلاء الإنجليز والفرنسيين]

يقول الحضراوي عن حالت باشا: وطلع الطائف في أوائل شهر جمادى الأولى سنة ١٢٩٦ هـ بأهله فما استقر خمسة عشر يوما بالطائف إلا وقد أتاه كتاب من علي بك قائمقام جدة يخبره بتحرك وكلاء دولة الإنجليز وفرنسا، وأسبابه أن رجلا نصرانيًّا خرج مع جماعة يصيد فرمى بندقا فجاءت في رجل عربي من الصيادين البدو وقتلته، وهو خائف من فتنة، أو قيام حركة من أهل البلد أو غيرهم.

[عشرة رجال ينقلون الباشا من كرا]

فنزل الباشا المحتشم من طريق الكرا، ولما وصل إلى المرسن أحضر عشرة رجال من شبان العرب من الهدا وأعطاهم أربعين ريالا مجيدية، وشالوه في الفالكي - وهو كرسي من خشب - كان قد اصطنعه مثل التخت، إلا أنه قَدْرُ نصف التخت الكبير، يَشَدُّ على بغلين، فشالوه العشرة أنفار إلى أن نزلوا من جبل كرا، وبقى في الكر، وفي ثاني يوم ليلا قدم مكة المكرمة، ثم بات ليلته بمكة.

أقول: لقد سبق الباشا بتصرفه هذا الهنود الذين يحملون الناس في شوارع الهند بالركشا، ولله في خلقه شئون.

<<  <  ج: ص:  >  >>