للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدر مائة ذراع يقال له المنقبة لصلابة أحجارها متصعبة، فأمر الحجارين أن يفقشوها بمعاول الحديد، ويحرقوها بالنار، وما زالوا مجتهدين الاجتهاد التام إلى آخر العام، فجاء كما تراه خندقًا يروق الخاطر ويشوق الناظر.

أقول: لابد أن هذا الخندق بني في الركن الغربي الجنوبي لمدينة جدة مما يلي البحر لتحصين المدينة أن تهاجم من هذه الجهة لأن الأبراج التي كانت مشيدة في شرق المدينة (باب مكة) وكالها (باب جديد) كانت قوية بما وضع فيها من المدافع والسلاح، أما الناحية الجنوبية والغربية فلم تكن بها أبراج وإنما هي أبواب كما أدركناها (باب شريف) وباب البنط (١٦٢).

يقول الحضراوي عن هذا الخندق: إنه انسد وانهار عليه التراب، ولم يبق له إلا آثار.

[برج باب البغاز]

وفي يوم الأحد ثاني جمادى الثاني سنة ١٢٢١ هـ أمر ببناء برج على نفس باب - البغاز - المسمى بالعلم يمنع الداخل إلى المرسى إن قصده عنوة، فبنوا الأساس حتى اعتلى عن وجوه الماء ثم تركوه إلى ما …

أقول: الذي يظهر من الجملة الناقصة فيما كتبه الحضراوى أن هذا البرج أقيم أساسه ولم يبن، ولابد أن هذا البرج كان سيبنى على باب - البوغاز - المسمى بالعلم في البحر لأن الميناء كان مليئا بالشعاب


(١٦٢) انظر: كتاب "ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز ": ص ٥٩ - ٦٢ - للمؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>