للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُبَالغتهُ في تقدير سِنّه

ومن طرائف الشيخ ضياء الدين رحمه الله أنه كان يبالغ في تقدير عمره خلافا لما جرى عليه العرف بين الناس وقد رأيته مرة يذكر أنه في الثمانين من العمر وكانت المبالغة واضحة فقلت له ألم تذكر لى أنك توليت القضاء وأنت في العشرين من العمر قال نعم قلت فكيف بلغت الثمانين ولم يمض على هذا الأمر الأربعون عاما فضحك وقال إننى في الحقيقة لا أدرى قلت ولكنك تتعمد البالغة قال لقد رأيت الناس يحاولون إنقاص أعمارهم فأردت أن أخرج من النزاع في هذا الأمر بالزيادة بدل النقصان ..

الشَّيْخ ضَياء الدِّين وَالنسَيان

ومن طرائفه أيضا أنه كان كثير النسيان حتى عرف بذاك بين أصدقائه، وأنا شخصيا أعرف أنه كان يبالغ في التظاهر بكثرة النسيان فقد كان كما ذكرت في صدر هذه الترجمة مقصودا من الناس في أمور كثيرة ومن المؤكد أن وقته كان يضيق بالقيام بهذه الأمور بل ببعضها فكان النسيان والسرحان هو العذر الذى يلجأ إليه والذى يقبله الناس عملا بالحديث الشريف "رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، ولقد رأيته رحمه الله يحفظ أرقام التليفونات ولا يكتبها في مذكرة وإنما يستمدها من ذاكرته العجيبة التي تحفظ ما تريد وتتناسى ما لا تريد، ولا شك أنه كان لا ينسى إطلاقا ما يهم من الأمر ولكن حادثة طريفة سمعتها منه تعتبر من أعاجيب السهو والنسيان.

قال: وفد عليه من الطائف المرحوم محمد بصراوى - وكان يلقب بالبيك - وحصان مديرا لأوقاف الطائف وخرجا من إدارة الأوقاف بالمالية بمكة بعد انتهاء

<<  <  ج: ص:  >  >>