متوسط القامة أقرب إلى الطول منه إلى القصر، مليء الجسم في غير إسراف، قمحى اللون، واسع العينين ثاقب النظرة، عظيم الأنف، وخط الشيب لحيته وعارضيه، تلمح في وجهه ملامح الذكاء والإِباء، يرتدي الجبة والعمامة الحجازية، وتتميز لفة العمامة بالميسم الذي تتميز به عمائم العلماء فلا ترى لها عَذَبَة ظاهرة كما هو شأن التجار والوجهاء، ولكنها متكورة اللفات شأن العلماء في سمتهم.
ولد الشيخ عبد الله سراج في سنة ١٢٩٦ هـ بمكة وتلقى تعليمه فيها، فالتحق بالمدرسة الصولتية التي ابتدأت الدراسة فيها في سنة ١٢٩٠ هـ وتخرج منها (٣٨٠) كما تتلمذ على أعلام علماء مكة. فقد أدرك الشاب عبد الله سراج أباه وصاحَبَهُ حينما نفاه الشريف عون الرفيق من مكة، صاحبه إلى جدة أولا ثم سافر معه إلى مصر وبقي بجانب أبيه إلى حين وفاته في مصر سنة ١٣١٤ هـ، وكان عبد الله سراج في ذلك الحين فتى يقترب من العشرين من العمر، وكان والده كما وصفه صاحب كتاب "نشر النور والزهر":
أوحد علماء هذا العصر وفقهائه وأدبائه وشعرائه، تفنن في علومه،
(٣٨٠) انظر: كل ما يتعلق بالمدرسة الصولتية ومؤسسها في "أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر الهجرى" (ج ٢) لكاتب هذه السطور: ص ٢٨٦ - ٣١٣.