للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أمير مكة ويغريه بالاستيلاء عليها حتى انتهى الأمر إلى نشوب قتال عظيم بين الطرفين في مكان يقع قريبا من السيدة ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها وقد أصيب عدد كبير من الجانبين.

ولما اشتد القتال وخشي الشريف عبد العزيز من الهزيمة طلب الأمان لنفسه ولقيطاس بك ومن معهما فأعطاهما الشريف زيد الأمان وأرسل مع غيطاس أشخاصا يوصلونه إلى جدة وبعد ذلك صدر الأمر بعزل غيطاس بك وترحيله إلى مصر مع الشريف عبد العزيز الذى نآمر معه. (١)

[حسين باشا]

وفى سنة ١٠٧٩ أسندت الدولة إلى حسين باشا أمر جدة ومشيخة الحرم المكي والنظر في أمر مكة وكان هذا الوالي طموحا، غاضب الشريف سعد بن زيد أمير مكة وعاكسه في توزيع الصرِّ المرسل معه لمستحقيه ولم يعتن به ثم توسط بينهما بعض أمراء الحج فتواصلا على مضض وحذر، وبعد انتهاء حج عام ١٠٧٩ عاد إلى جدة مقر إمارته وظهر منه شقاق كبير على أمير مكة الشريف سعد وبارزه بالعداوة وقطع معاليمه من جدة - المعاليم - هي المخصصات المالية التي كانت مخصصة لشريف مكة بأمر السلطان - ثم قدم إلى مكة في حج ١٠٨١ فلما كان اليوم الثالث من منى أطلقت عليه رصاصة وقيل ثلاث رصاصات فأصيب في فخده عند جمرة العقبة في وقت الغروب وهو منحدر إلى مكة فوقع من حصانه فاحتمله العسكر إلى التخت ونزلوا به إلى مكة بعد أن قتلوا من وجدوه تجاههم من الحجاج الفقراء إلى أن وصلوا إلى بيته في باب الباسطية بمكة.

وبلغ الخبر الشريف سعدا فنزل من منى بمن معه من العسكر والأشراف في لباس الحديد، واستعدت عساكر حسين باشا للحصار وجعلوا المدافع على باب السدرة ورباط الباسطية ومن جهة باب الشبيكه بمكة. واجتمع أمراء الحج بالشريف فأخبرهم أنه لم يعلم بهذا ولم يأمر - وطلب الشريف محاسبة حسين باشا


(١) "٣٠١/ ٣٠٢ نفس المصدر"

<<  <  ج: ص:  >  >>