الدباغ كان هو الذى تحدَّث إلى الشريف الحسين بن على في مكة تليفونيا وأبلغه بأن المجتمعين وهم أهْلُ الحل والعقد قد قرروا عزله عن العرش وتولية ابنه وولى عهده الشريف على بن الحسين ملكا على الحجاز، وقد وردت هذه القصة بتفاصيلها في كتاب المرحوم الأستاذ خير الدين الزركلى "ما رأيت وما سمعت" ولقد كان الشريف الحسين كما يعرف معاصروه معروفا بالصرامة والجبروت وكان ينزل بطشه وعقابه لأتفه الأسباب فالإقدام على إبلاغه بقرار أهل الحل والعقد إقالته من الملك وتنصيب ابنه بدلا عنه ليس بالأمر السهل وإنما هو من عظائم الأمور التي تدل على تمتع صاحبها بالشجاعة المفرطة، التي تؤهله للاضطلاع بعظائم الأمور.
هجْرَته إلى الخارج
من هذه الحادثة يتبين لنا أن السيد محمد طاهر الدباغ كان من الرجال البارزين في العهد الهاشمى ولقد هاجر بأسرته جميعا من الحجاز بعد أن دان الحجاز بالولاء لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وعلمت من السيد طاهر أنه توجه أولا إلى الهند ثم تنقل بعدها في مختلف البلاد العربية والإسلامية مشتغلا بالتدريس إلى أن أصدر جلالة الملك عبد العزيز نداءه المشهور إلى رجال العهد الهاشمى المهاجرين في الخارج يدعوهم إلى العودة إلى بلادهم ليعملوا تحت لوائه في سبيل خدمتها والنهوض بها إلى ما يطمح إليه الجميع من رقى وتقدم.
عَوْدته إلى المَمْلكة
وكان السيد محمد طاهر الدباغ من أوائل من استجاب لهذه الدعوة الكريمة من المهاجرين كما عاد في نفس الوقت كل من المرحوم الشيخ عبد الرؤوف