للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخمسينات رغم مركزهم التجارى الكبير ومكانتهم بين أكبر الأسر في مدينة جدة، ولقد قيل لى إنهم كانوا يسمون البنت حين ولادتها على ابن عمها الذى يكون قريبا من سنها ويكون معروفا لدى الأبوين أن فلانة لفلان وكان منزلهم الكبير في جدة ملاصقا لسجد المعمار وكان رجال العائلة وأولادهم يصلون الفرائض كلها في السجد ويراقبون أولادهم بل ويعاقبونهم أن تأخروا عن أدائها فإذا رأوا الفتى والفتاة قد بلغا مبلغ الزواج قام الأب في صمت بإعداد حجرة الابن وجهزها بالفرش البسيط السائد في ذلك الزمان وإعداد مراتب النوم والألحفة وشراء سحارة للملابس وكانت تقوم مقام الدواليب وكذاك تجهيز هذه الحجرة بالمصباح الغازى اللازم لها ويقوم والد العروس بالإشارة إلى زوجه بإعداد الملابس اللازمة للفتاة وهي في حدود المعقول، ومجتمع الأبوان بعد صلاة العشاء فيعقدان للعروسين في المسجد وينطلق الفتى ليجد عروسه وقد زفت إليه في تلك الليلة، وبعدها في حفل يقتصر على كبار العائلة من رجال ونساء ولقد كنت أعزو ذلك إلى كثرة أفراد الأسرة واضطرارهم إلى تزويج أولادهم وبناتهم فلو أنهم اتخذوا الأساليب المعتادة في دفع المهور الغالية واقامة الأفراح والليالى الملاح التي تليق بمكانتهم في المجتمع لما وسعهم ذلك ولم أكن أظن أن للشيخ عبد الرؤوف جمجوم يدا في اتباع هذه الخطة الحميدة وأن وراءها فكرا ثاقبا ورغبة خيرة إلا بعد أن اطلعت على الوصية التي كتبها بخط يده رحمه الله.

مَرضه وَوَفَاته

في عام ١٣٣٨ هـ شعر الشيخ عبد الرؤوف جمجوم بأعراض المرض في صدره وبعد أن طال به الأمر سافر إلى الهند للاستشفاء واستقبله صديقه الحاج محمد علي زينل أحسن استقبال وأنزله بداره في مدينة بومباى وعرضه على الأطباء

<<  <  ج: ص:  >  >>