للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقف في ميدان المعركة معرضا نفسه للخطر وطلب من جموع الإخوان إغماد سلاحهم والعودة إلى السكينة حفاظا على أرواح الحجاج وعلى حرمة المشعر الحرام. وكان ذلك في ليلة التاسع من ذى الحجة ومقذوفات حرس المحمل المصرى من مدافع ورشاشات وبنادق تمطر نيرانها هنا وهناك حتى أمكن تغليب الحكمة وسكون الحال.

وفى العام التالى ١٣٤٥ هـ لم تبعث الحكومة المصرية بالكسوة فسارعت الحكومة السعودية ممثلة في شخص الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية بعمل كسوة مؤقته للكعبة من الجوخ الأسود الفاخر ومبطنة بالقلع القوى، كما صنع الحزام المعتاد للكعبة والمكتوب عليه الآيات بأسلاك الذهب والفضة وكذلك ستارة باب الكعبة ولم يأت العاشر من ذى الحجة إلا وكانت هذه لكسوة قد علقت على الكعبة المعظمة وتم هذا كله في بضعة أيام وهكذا فإن عزائم الرجال تخلق المستحيل (١).

[إنشاء مصنع الكسوة بمكة المكرمة]

لما رأى جلالة الملك عبد العزيز أن موضوع كسوة البيت قد دخل في إعمال السياسة أمر بإنشاء دار خاصة لكسوة الكعبة المعظمة في مكة المكرمة، وأولى وزير المالية الشيخ عبد الله السليمان اهتمامه للأمر فبنيت دار خاصة للكسوة على أرض مساحتها ألفا وخمسمائة متر بمحلة أجياد وتم البناء خلال ستة شهور، واستقدم عمال الحياكة كما استقدمت المواد اللازمة للكسوة وتطريزها من الهند كما استوردت الأنوال الخاصة للحياكة وعددها اثنى عشر نولا، كما بلغ عدد الصناع من النساجين والمطرزين أربعين عاملا وعشرين تابعًا وعين الشيخ عبد الرحمن. مظهر الموظف إذ ذاك مترجما بوزارة الخارجية مديرا لدار الكسوة وكان الشيخ إسماعيل الغزنوي أحد علماء الهند هو الذى أشرف على استيراد الأنوال والعمال الخاصتين بالعمل وتمت حياكة الثوب الجديد للكعبة بنفس الجودة والإتقان التي كانت ترد بها


(١) "٢٧٠ - ٢٩٣ تاريخ الكعبة المعظمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>