الكعبة ثم خرج وطاف بالبيت وذلك في السابع من شهر شوال عام ١٠٣٩ هـ.
[الاهتمام بإصلاح الكعبة]
وصل الوفد المرسل من مكة إلى مصر وقابل واليها محمد باشا الألباني فاهتم بالامر اهتماما عظيما ورأى المباشرة بعمارة الكعبة حتى قبل ورود أمر السلطان بذلك، فبعث من قبله مندوبا إلى مكة وخوله صلاحية تامة لاتخاذ التدبير المستعجلة للاصلاح، ووصل هذا المندوب إلى مكة المكرمة يوم ١٦ شوال وفى اليوم التالى لوصوله قابل أمير مكة الشريف مسعود وكان يصطحب معه خلعة سلطانية البسها لأمير مكة في المسجد الحرام. وكما اهتم صاحب مصر بالأمر فقد اهتم به السلطان مراد حينما وصل إليه الخبر فأرسل السلطان في شهر ربيع الثانى من عام أربعين بعد الألف رجلا اسمه السيد محمد أفندي قاضيا للمدينة المنورة ومعينا لعمارة الكعبة المشرفة وحينما وصل إلى مكة كان الشريف مسعود أمير مكة مريضا فاستقبله في بستان له خارج مكة المكرمة وألبسه الخلعة السلطانية وتوفى الشريف مسعود في الثامن عشر من ربيع الثاني عام أربعين وألف وقام بالأمر بعده الشريف عبد الله بن حسن بن أبي نمي.
ووصلت المؤن اللازمة للعمارة من مصر في ٢١ من الشهر نفسه.
[العمل في بناء الكعبة]
وقد بدأ الاستعداد للعمل الجاد في بناء الكعبة في الأسبوع الأخير من شهر ربيع الثانى فأحاط النجارون الكعبة بسياج من الخشب للعمل من داخله وأخذوا من مدار المطاف نحو ستة أذرع لهذه الغاية. وكانت الأحجار الكبيرة التي اقتطعوها من جبل الكعبة المعروف حاليا قد أحضرت قريبا من باب العمرة وشرع النحاتون في نحتها. وهطل مطر بمكة في يوم السابع والعشرين من ربيع الثانى سقط على أثره حجران من الجدار الغربي وأحجار صغيرة أخرى مما دل على أن بناء الكعبة