للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"للمقام" في كل سنة كسوة، وستارة معمولة مثل الحزام، وستارة في باب الكعبة المعظمة بالأسلاك الفضية المموهة بالذهب (١)

وفي الرحلة الحجازية للبتنوني ما يلي:

ولمقام إبراهيم كسوة من الحرير المزركش بالقصب تأتي إليه سنويا من مصر مع كسوة الكعبة (٢).

[المهدي يقطع خيفا لعبد الله بن عثمان المحيي]

جاء في تاريخ الأزرقي: حدثني غير واحد من مشيخة أهل مكة قال:

حج المهدي أمير المؤمنين سنة مائة وستين فنزل دار الندوة، فجاء عبد الله بن عثمان المحيي بالمقام - مقام إبراهيم - في ساعة خالية نصف النهار - مشتمل عليه - فقال للحاجب: ائذن لي على أمير المؤمنين، فإن معي شيئا لم يدخل على أحد قبله، وهو يسر أمير المؤمنين فأدخله الحاجب على المهدي، فكشف عن المقام، فسر به المهدي وتمسح به وسكب فيه ماءًا ثم شربه، وقال له اخرج وأرسل المهدي إلى بعض أهله فشربوا منه وتمسحوا به، ثم ادخل عبد الله بن عثمان على المهدي فاحتمل المقام ورده مكانه.

وأمر المهدي بجوائز عظيمه لعبدالله بن عثمان وأقطعه خيفا "بنخلة" يقال له القويعة فباع عبد الله بن عثمان الخيف من منيرة مولاة المهدي بعد ذلك بسبعة الآف دينار (٣).

أقول: الخليفة محمد المهدي ثالث الخلفاء العباسيين ولي الخلافة في سنة ١٥٨ للهجرة بعد وفاة أبيه الخليفة المنصور، وتوفي المهدي سنة مائة وثمان وستين (٤) ويفهم مما ذكره الأرزقي أن حجر المقام في ذلك الزمن لم يكن في مكان ثابت، وإنما كان ينقل من مكانه كما سبق إيراده.

[رومي يحاول سرقة حجر المقام]

جاء في الجامع اللطيف: أن رجلا يهوديا كان بمكة يقال له جريج فأسلم، فقصد المقام ذات ليلة، فوجد عنده، فأراد أن يخرجه إلى ملك الروم فأخذ منه وقتل (٥).

أقول: أوردنا ما ذكره المؤرخون عن مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام للإحاطة بالأدوار التاريخية التي مرت على حجر المقام الذى قام عليه الخليل صلوات الله وسلامه عليه حين بنائه للكعبة المعظمة وقد أدركنا المقام وهو موضوع في مكانه في مواجهة حجر إسماعيل داخل غرفة ذات شبابيك من الحديد المدهون باللون الأخضر تعلوه القبة التي وصفها مؤوخو مكة، ثم ما


(١) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٥٢٢.
(٢) إفادة أنام مجلد ١ ص ٥٢٣.
(٣) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٥٢٣.
(٤) خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام ص ١٤.
(٥) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>