للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجلاهم من جزيرة العرب وأسكنهم الشام وكذلك أخرج نصارى نجران، أرسل إليهم يَعْلى بن أمية وقال له: ائتهم، ولا تفتنهم عن دينهم، وأقرر المسلم، وأسمح كل من تجلى منهم ثم خيرهم البلدان، وأعلمهم أننا نجليهم بأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يترك بجزيرة العرب دينان، فليخرجوا من أقام منهم على دينه، ثم نعطيهم أرضًا كأضهم إقرارًا لهم بالحق على أنفسنا، ووفاءًا بذمتهم فيما أمر الله من ذلك، بدلا بينهم، وبين جيرانهم من أهل اليمن وغيرهم فيما صار لجيرانهم بالريف (١٥٠).

[حدود بحر القلزم وطوله]

نقل الحضراوي عن الخريدة لابن الوردي قال: خليج القلزم ومبدأه من باب المندب حيث ينتهي البحر الهندي - المحيط الهندي - ليمر في جهة الشمال مغربًا قليلًا، فيتصل بغربي اليمن، ويمر بتهامة واليمن إلى مدين وإيلة وخراسان، وينتهي إلى مدينة القلزم فيمو بشرقي بلاد الصعيد إلى عيذاب إلى جزيرة سواكن إلى زيلع من بلاد البجة إلى بلاد الحبشة، ويتصل بالبحر الهندى وطول هذا البحر ألف وأربعمائة ميل.

أقول: سواحل تهامة واليمن التي وردت في وصف ابن الوردي هي سواحل جيزان والقنفدة والحديدة وعدن، وأما السواحل التي في بلاد الحبشة كما جاءت في هذا الوصف فهى مصوع وكانت ميناءًا لأرتيريا - والله أعلم -.


(١٥٠) انظر: تفصيل إجلاء اليهود والنصارى في كتاب "عمر بن الخطاب أمير المؤمنين": ص ٣١٨ - ٣٢٠ للمؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>