للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فريضة الحج عام ٨٨٤ هـ (١)، وتولى السلطنة بمصر سنة ٨٧٣ للهجرة، وهو من ملوك الجراكسة المماليك (٢). أما المدرسة التي بناها بمكة فسيأتي الحديث عنها في قسم المدارس حول المسجد الحرام بعد، وقد تم بناؤها في سنة ٨٨٤ هـ، والذي يظهر لي أن السلطان حج في هذا العام بعد أن أكمل بناء المدارس التي أمر بتشييدها في مكة الكرمة وأوقف عليها الأوقاف الكثيرة (٣) كما سيأتي تفصيله بعد.

[منارة السلطان سليمان خان]

وهذه المنارة أمر السلطان خان ببنائها في إحدى مدارسه الأربع فيما بين باب السلام وباب الزيادة، وهي منارة في غاية العلو والارتفاع مبنية بالحجر الشميسي الأصفر لها دورين، وكان بناؤها سنة ثلاثة وسبعين وتسعمائة.

ويقول الشيخ/ باسلامة عن منارتي السلطان قايتباي والسلطان سليمان خان أنهما باقيتان إلى الآن على عمارتهما الأولى حسبما أنشئتا عليه، ولم يحصل فيها تغيير ولا تبديل، إلا بعض مرمات كغيرها من المنائر الأخرى (٤).

ويفهم من هذا الذي ذكره الشيخ/ باسلامة أن المنارتين المذكورتين بقيتا إلى أن تمت العمارة السعودية الأولى للمسجد الحرام التي بدأت عام ١٣٧٥ للهجرة، وانتهت عام ١٣٩٦ للهجرة.

[المآذن في العمارة السعودية]

المآذن الموجودة في الوقت الحاضر والتي تمت في العمارة السعودية هي سبعة مآذن مئذنتان عند كل باب من الأبواب الرئيسية والمأذنة السابعة عند باب الصفا، وهي مبنية بالخرسانة المسلحة، ومكسوة بالرخام والحجر الصناعي ويبلغ ارتفاع المأذنة الواحدة ستة وتسعين مترًا عن سطح الأرض (٥)، وقد سبق لي الحديث عنهما في الجزء الثاني من أعلام الحجاز، وقد اقتضت التوسعة السعودية العظيمة إزالة المنائر السبعة الأولى التي تحدث عنها مؤرخو مكة الكرمة، والتي فصلنا القول فيها نقلًا عنهم وتعليقًا على ما كتبوا بشأنها وليست هذه المرة الأولى التي تهدم فيها المآذن في الحرم الشريف.


(١) أعلام الحجاز ج ٣ ص ٦١.
(٢) انظر بدائع الزهور ج ٣ ص وما بعدها.
(٣) انظر الحديث مفصلا عن هذه المدارس في إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٤٣/ ٤٤٩.
(٤) تاريخ عمارة المسجد الحرام ص ٢٢٤.
(٥) أعلام الحجاز ج ٢ ص ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>