للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: الأسباني باديابيش في سنة ١٢٢٣ للهجرة، باسم علي بك العباسي، وتحصل على شهادة على أنه من الأشراف من سلالة العباسيين.

السادس: الألماني (أول ريخ جاسبار شتيرن) في سنة ١٢٢٤ للهجرة.

السابع: السويسري (جون لويس بوركهارت) في سنة ١٢٣٠ للهجرة وتسمى باسم الشيخ حاج إبراهيم وذكر الريحاني أيضًا في تاريخ نجد دخول هؤلاء الثلاثة أي (باديا، أرريخ، بوركهارت) فقال: أن ثلاثة من العلماء المستشرقين المستعربين دخلوا مكة يوم كان الوهابيون مستولين عليها، أول هؤلاء رجل أسباني اسمه رولد موباديا، انتحل نسبًا ودينًا عربيًا وجاء من قادش عن طريق الجزائر إلى الحجاز وهو علي بك العباسي الأمير المكرم والعالم المحترم رسول بونابرت إلى البلاد العربية، أجل قد جاء حاجًا مستكشفًا فنُظِرَ في جدة تحفُّه الخدم والحشم وصار إلى مكة المكرمة محرمًا مثل من جاءوها من أهل نجد، فدخلها في ٢٣ يناير ١٨٠٧ ميلادية الموافق أربعة عشر ذو القعدة ١٢٢١ للهجرة.

وقد شاهد جموع الوهابيين، وحج معهم واعتمر، وكان في ظاهره قحًا عربيًا ومسلمًا حقًا، لا تعيبه كلمة يقولها ولا تخونه فعلة أو إشارة فما شكَّ أحد في دينه أو نسبه.

[علي العباسي يصف الشريف غالب]

وقد وصف العباسي الشريف غالب أمير مكة في ذلك الزمن فقال:

أنه في العقد الرابع من العمر وأنه على جهله ذو حصافة ودهاء، رآه لأول مرة في مجلسه وهو يدخن النار جيلة التي كانت محجوبة خوفًا من الوهابيين، ولم يرَ السائح الأوربي غير الأريج الذي كان يتصل من خُرْقٍ في الحائط بالنارجيلة (لعله يقصد اللي أو الأنبوب المتصل بالنارجيلة) ورآه في الغرفة المجاورة للمجلس، والعباسي هذا كان عالمًا يحمل في حقائبه أدوات الرصد والمساحة فاستخدمها في مكة وجوارها دون أن يعترضه أحد من الناس، بل كان محترمًا من الجميع، وقد حاز فوق ذلك شرفًا لم يحزه سواه من المستشرقين ولا يحوزه إلا الأفراد القلائل من المسلمين، ألا وهو شرف كناسة الكعبة، ولكنه على ما يظهر لم يفلح حتى النهاية في تنكره، فعندما قصد إلى المدينبة زائرًا صدُّه عنها الوهابيون، فعاد إلى ينبع، ومنها إلى مصر فباريس، حيث اجتمع بنابليون، وعين في حاشية أخيه يوسف بونابرت، وقد عاد علي بك إلى الشرق في سنة ١٨١٨ ميلادية، فسافر من دمشق ليقوم برحلة ثانية إلى البلاد العربية ولكنه وهو لا يزال في أول الطريق أصيب بالدسنتاريا فمات بالمزاريب.

ومن هؤلاء العالم الألماني الريخ زتش الذي قضى عشرين سنة يدرس ويتأهب لرحلته في الشرق، فجاء سورية سنة ١٨٠٥، وأقام في الشرق الأدنى بضع سنين ثم سافر إلى الحجاز في زي درويش اسمه الحاج موسى، فدخل مكة حاجًا سنة ١٨١٠ وارتحل منها إلى اليمن، فزار صنعاء، ونزل إلى عدن، وقد كان في نية - رتش - أن يجتاز شبه الجزيرة العربية إلى الخليج

<<  <  ج: ص:  >  >>