للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موكب الخطيب]

وقد أورد المؤلف وصفا شائقا لموكب الخطيب إذا صح هذا التعبير في مختلف العصور ننقل منه ما يلى. في يوم الجمعة يلصق المنبر إلى صفح الكعبة الشريفة فيما بين الحجر الأسود والركن العراقي ويكون الخطيب مستقبلا المقام الكريم، فإذا خرج الخطيب أقبل لابسا ثوبا أسود معتما بعمامة سوداء وعليه طيلسان أسود، وكل ذلك من كسوة الملك الناصر، وعليه الوقار والسكينة وهو يتهادى بين رايتين سوداوين يتمسكهما رجلان من المؤذنين وبين يديه أحد القدمة في يده الفرقعة مفتول ينفضه في الهواء فيسمع له صوت عال يسمع داخل الحرم وخارجه فيكون إعلانا بخروج الخطيب ولا يزال كذلك إلى أن يقرب من المنبر فيقبل الحجر الأسود ويدعو عنده ثم يقصد المنبر ورئيس المؤذنين بين يديه لابسا السواد وعلى عاتقه السيف ممسكا له بيده، وتركز الرايتان على جانبي المنبر فإذا صعد أول درجة من درج المنبر قلده المؤذن السيف فيضرب بنعل السيف ضربة على الدرج يسمعها الحاضرون وهكذا على سائر الدرج فإذا استوى عليه استقبل الناس وسلم عليهم ثم يقعد ويؤذن المؤذن على قبة زمزم فإذا فرغ من خطبته صلى وانصرف على الوضعية التي أتى بها ثم يعاد المنبر إلى مكانه إزاء المقام - انتهى.

أقول هذا ما أورده المؤلف لموكب الخطيب نقلا عن رحلة ابن جبير وهو وصف لما كانت عليه مراسم خطبة الجمعة في عهد الملك الناصر في سنة ٥٧٨ في القرن السادس للهجرة.

وأورد المؤلف كذلك وصفا شيقا لموكب الخطيب في العصور العثمانية ننقل عنه ما يلى:

يصل الخطيب يوم الجمعة عند الزوال إلى المسجد الحرام فيدخل المدرسة الواقعة بين باب بازان وباب علي المسماة بقبة الساعات حيث وضعت في ذلك العصر ساعتان كبيرتان للتوقيت.

فيصلي فيها ركعتين ومن عادة الخطيب في ذلك العصر أن يرتدى جبة واسعة

<<  <  ج: ص:  >  >>